أطلقت شركتا أبل وجوجل تحذيرات عاجلة لمستخدميهما حول العالم بشأن تهديدات إلكترونية متزايدة، معلنتين عن جهودهما المستمرة لحماية العملاء من برامج التجسس والمراقبة. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد المخاوف بشأن استخدام أدوات تجسس متطورة من قبل جهات حكومية وغير حكومية لاستهداف الأفراد.

أصدرت الشركتان هذه التحذيرات في أوائل شهر ديسمبر الحالي، مشيرتين إلى أن المستخدمين في أكثر من 150 دولة قد يكونون عرضة للخطر. وبينما لم تكشف أبل عن تفاصيل محددة حول الهجمات، أكدت جوجل أن برنامج التجسس “إنتلكسا” (Intellexa) يشكل تهديدًا كبيرًا، حيث استهدف مئات الحسابات في مختلف البلدان.

ما هي التهديدات الإلكترونية التي تواجه المستخدمين؟

تعتبر التهديدات الإلكترونية المتطورة، مثل برامج التجسس، من أخطر التحديات التي تواجه الأمن السيبراني اليوم. هذه البرامج تسمح للمهاجمين بالوصول إلى معلومات حساسة على الأجهزة، بما في ذلك الرسائل والمكالمات والصور والبيانات الشخصية. تستهدف هذه الهجمات عادةً الصحفيين والناشطين والمحامين والسياسيين، ولكنها قد تؤثر أيضًا على المستخدمين العاديين.

شركة Intellexa وبرنامج Predator

تُعرف Intellexa بأنها شركة تجارية متخصصة في تطوير وبيع برامج التجسس للحكومات والشركات الكبرى. منتجها الرئيسي، برنامج Predator، يعتبر من أقوى أدوات المراقبة المتاحة، حيث يتيح للمهاجمين التحكم الكامل في الأجهزة المصابة. وفقًا لتقارير حديثة، تستمر Intellexa في عملها على الرغم من العقوبات الدولية والتحقيقات الجارية في اليونان.

تعتمد Intellexa على شراء واستغلال الثغرات الأمنية في الأجهزة والتطبيقات المختلفة. يمكن أن تتراوح تكلفة هذه الثغرات من 100 ألف إلى 300 ألف دولار أمريكي للثغرة الواحدة، خاصةً إذا كانت تسمح بتنفيذ التعليمات البرمجية عن بُعد. ونظرًا للتكلفة العالية، فإن استخدام هذه الأدوات يقتصر عادةً على الحكومات والمؤسسات ذات الموارد المالية الكبيرة.

ردود الفعل والتحقيقات

أثارت هذه التحذيرات موجة من القلق على مستوى العالم، ودعت هيئات حكومية، مثل الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيقات عاجلة. العديد من المسؤولين الكبار في الاتحاد الأوروبي كانوا بالفعل هدفًا لبرامج التجسس في الماضي. وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات قد تكون مرتبطة بجهات حكومية تسعى إلى جمع معلومات استخباراتية أو التأثير على الأحداث السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت جوجل عن اتخاذها خطوات لمواجهة برنامج إنتلكسا، بما في ذلك إرسال تحذيرات للمستخدمين المتضررين وتطوير آليات للكشف عن ومنع هذه الهجمات. أما أبل، فقد أكدت على التزامها المستمر بحماية خصوصية وأمن مستخدميها.

أهمية الوعي بالأمن السيبراني

تؤكد هذه الأحداث على أهمية الوعي بالأمن السيبراني واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأجهزة والبيانات الشخصية. ينصح الخبراء بتحديث البرامج بانتظام، واستخدام كلمات مرور قوية، وتجنب النقر على الروابط المشبوهة، وتفعيل المصادقة الثنائية. كما يوصون باستخدام برامج مكافحة الفيروسات وبرامج جدار الحماية لحماية الأجهزة من البرامج الضارة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين بشأن المعلومات التي يشاركونها عبر الإنترنت، وأن يتحققوا من إعدادات الخصوصية في حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى. فالوقاية خير من العلاج، واتخاذ الاحتياطات اللازمة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر التعرض لهجمات إلكترونية.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذه الهجمات في الأشهر القادمة، وأن تكشف عن المزيد من التفاصيل حول الجهات الفاعلة المتورطة. كما من المرجح أن تتخذ أبل وجوجل المزيد من الإجراءات لحماية مستخدميهما من تهديدات الأمن السيبراني. يبقى من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الإجراءات ستكون كافية لوقف هذه الهجمات، ولكنها تمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version