تعهدت شركتا “أبل” و”واتساب” التابعة لشركة “ميتا بلاتفورمز” بمواصلة تحذير مستخدميهما حول العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة، في حال استهداف هواتفهم من قِبَل حكومات تستخدم برمجيات تجسس متطورة ضدهم. جاء ذلك في ظل تحركات شركتي Paragon Solutions وNSO Group، وهما من أبرز الشركات الإسرائيلية المطورة لبرمجيات التجسس، لتعزيز حضورهما داخل السوق الأميركية.

وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن أن شركة “باراجون سوليوشنز”، المطورة لبرنامج التجسس الشهير Graphite، أبرمت اتفاقاً في سبتمبر الماضي مع إدارة ترمب، يمنح وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) حق الوصول إلى واحدة من أكثر أدوات القرصنة تعقيداً في العالم.

برمجيات تجسس متطورة

يأتي الاتفاق بعد أن قررت وزارة الأمن الداخلي الأميركية رفع التجميد عن عقد تبلغ قيمته مليونَي دولار، كان قد عُلّق في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بانتظار مراجعة قانونية حول توافقه مع أمر تنفيذي أصدره البيت الأبيض في مايو 2023، يحظر استخدام برمجيات تجسس أجنبية في حال كانت تشكل تهديداً للأمن القومي، أو ارتُكبت عبرها انتهاكات لحقوق الإنسان.

ورفضت الشركة الإسرائيلية الرد على طلبات التعليق من الصحيفة البريطانية، في حين عبّر أعضاء في الكونجرس عن قلقهم من تداعيات هذا الاتفاق. وقال السيناتور الديمقراطي رون وايدن، العضو في لجنة الاستخبارات، إن “استخدام وكالة ICE لبرامج التجسس وتقنيات التعرف على الوجه يزيد المخاوف من انتهاكات لحقوق الأميركيين”.

فضائح برمجيات التجسس

وحتى مطلع عام 2025، لم تكن Paragon قد تورطت في أي فضائح تجسس كبرى، على عكس شركة NSO Group التي أُدينت سابقاً باستخدام برنامجها Pegasus ضد صحافيين ونشطاء حول العالم. في يناير 2025، أعلنت “واتساب” أنها رصدت هجوماً رقمياً استهدف نحو 90 شخصاً، بينهم صحافيون ونشطاء من المجتمع المدني في أوروبا، باستخدام برنامج Graphite التابع لـ Paragon.

وأكدت أبل في بيان رسمي أن “إشعارات التهديد تهدف إلى تنبيه المستخدمين الذين قد يكونون تعرّضوا لهجمات من برمجيات تجسس مرتزقة”. من جانبها، قالت واتساب إن “أولوية الشركة هي حماية المستخدمين من خلال تعطيل محاولات الاختراق وبناء طبقات حماية جديدة”.

مخاوف من انتشار برمجيات التجسس

وأشار جون سكوت-رايلتون، الباحث البارز في Citizen Lab، إلى أن انتشار برامج التجسس التجارية يمثّل “تهديداً عالمياً صامتاً”. أما كريستوفر راي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فقد أكد أمام الكونجرس أن المكتب اختبر برنامج Pegasus التابع لـ NSO لكنه قرر في النهاية عدم استخدامه، بسبب التعقيدات القانونية المتعلقة باستخدام أدوات تجسس أجنبية ضد مواطنين أميركيين.

وفي ظل هذه التطورات، ينتظر أن تتخذ السلطات الأميركية قرارات بشأن استخدام برمجيات التجسس داخل البلاد. ومن المتوقع أن يواجه استخدام هذه البرمجيات مزيداً من التدقيق والرقابة في المستقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version