أعلنت شركة “أوبر تكنولوجيز” عن إطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أبو ظبي، بالتعاون مع شركة “وي رايد” الصينية، وذلك اعتبارًا من الأربعاء. يمثل هذا الإطلاق خطوة مهمة نحو تبني تقنيات النقل المستقبلية في المنطقة، حيث تعد أبو ظبي أول مدينة خارج الولايات المتحدة تستضيف عمليات سيارات الأجرة ذاتية القيادة التابعة لأوبر. وتهدف هذه الشراكة إلى توفير خيارات نقل مبتكرة وآمنة لسكان المدينة وزوارها.

بدأت الخدمة في مناطق محددة في جزيرة ياس، مع توفير خيارات ركوب متعددة بما في ذلك الرحلات التي تتم بواسطة سائقين بشريين لضمان السلامة في البداية. وستكون السيارات ذاتية القيادة متاحة من خلال خيارات “أوبر إكس” و “أوبر كومفورت”، بالإضافة إلى خيار جديد مخصص يسمى “أوتونومس”.

أبو ظبي تقود التحول نحو سيارات الأجرة ذاتية القيادة

يأتي هذا الإطلاق في إطار رؤية أبو ظبي لتصبح مركزًا عالميًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. فقد استثمرت الإمارة بشكل كبير في تطوير البنية التحتية الداعمة للمركبات ذاتية القيادة، بما في ذلك تقنيات الاتصال وأنظمة الخرائط عالية الدقة.

نطاق الخدمة والتوسع التدريجي

في المرحلة الحالية، تغطي الخدمة مساحة 12 ميلاً مربعاً في جزيرة ياس، مع خطط لتوسيعها لتشمل مناطق أوسع في أبو ظبي بحلول نهاية العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك، ستستمر الرحلات على الطرق السريعة ورحلات المطار في الاعتماد على سائقين بشريين مع وجود مشغل أمان على متن السيارة لتغطية مساحة تصل إلى 30 ميلاً مربعاً.

ويتيح خيار “أوتونومس” للركاب فرصة أكبر للحصول على سيارة روبوتاكسي، بسعر مماثل لخدمة “أوبر كومفورت”. يمثل هذا الخيار خطوة نحو دمج السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل في نظام النقل العام في المدينة.

شراكة أوبر و وي رايد: قوة دافعة للابتكار

تعزز هذه الشراكة بين أوبر ووي رايد مكانة كلتا الشركتين في سوق القيادة الذاتية المتنامي. أوبر، كشركة رائدة في مجال خدمات نقل الركاب، تسعى إلى تطوير نماذج أعمال جديدة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة. أما وي رايد، المتخصصة في تطوير تقنيات القيادة الذاتية، فتستفيد من هذه الشراكة لتوسيع نطاق عملياتها واختبار تقنياتها في بيئة واقعية.

يقول مسؤولون في أوبر أن اختيار أبو ظبي كأول مدينة خارج الولايات المتحدة لإطلاق الخدمة يعكس التزام الإمارة بالابتكار والتطوير في مجال النقل. ويؤكدون على أنهم عملوا بشكل وثيق مع الجهات الحكومية المحلية لضمان سلامة وموثوقية الخدمة.

وفقًا لبيانات أوبر، فإن “وي رايد” تشغل حاليًا أكثر من 100 سيارة أجرة آلية في منطقة الشرق الأوسط، مما يؤكد على الاهتمام المتزايد بهذه التكنولوجيا في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود أوسع نطاقًا لتنويع مصادر الاقتصاد في الإمارات وتقليل الاعتماد على النفط.

تأثير تقنية المركبات ذاتية القيادة (القيادة الذاتية)

يُنظر إلى تقنية القيادة الذاتية على أنها ذات إمكانات هائلة لتغيير طريقة تنقل الناس والبضائع. تشمل الفوائد المحتملة زيادة السلامة على الطرق، وتقليل الازدحام المروري، وتحسين كفاءة استهلاك الوقود، وتوفير حلول نقل أكثر ملاءمة وفعالية من حيث التكلفة. ومع ذلك، هناك أيضًا تحديات كبيرة يجب معالجتها، مثل قضايا الأمان والمسؤولية القانونية، والتأثير المحتمل على الوظائف في قطاع النقل.

وتمثل تجربة أبو ظبي خطوة مهمة نحو فهم هذه التحديات والاستعداد للمستقبل. من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا الرائدة، يمكن للإمارات أن تلعب دورًا رائدًا في تطوير ونشر تقنيات القيادة الذاتية في جميع أنحاء المنطقة.

من المتوقع أن تستمر أوبر ووي رايد في جمع البيانات وتحليلها لتحسين أداء السيارات ذاتية القيادة وتوسيع نطاق خدماتها في أبو ظبي. وستعتمد وتيرة التوسع على نتائج هذه التحليلات، بالإضافة إلى الموافقات التنظيمية من الجهات الحكومية المختصة. ومن المرتقب أن يتم الإعلان عن خطط محددة لتوسيع نطاق الخدمة في الأشهر المقبلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version