أظهر استطلاع رأي حديث أن الغالبية العظمى من المستمعين عاجزون عن التمييز بين الموسيقى التي ينتجها الذكاء الاصطناعي وتلك التي يبدعها البشر، مما يسلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن تأثير هذه التقنية على صناعة الموسيقى. استطلع الاستطلاع، الذي أجرته “ديزر-إبسوس”، آراء 9 آلاف شخص في ثماني دول.
وشملت الدول المشاركة في الاستطلاع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وكندا. وأشار الاستطلاع إلى أن 97% من المشاركين لم يستطيعوا التمييز بين الموسيقى التي ينتجها الذكاء الاصطناعي والموسيقى التي يؤلفها البشر.
الموسيقى المنتجة بالذكاء الاصطناعي
أفادت منصة “ديزر” بأن أكثر من 50 ألف أغنية يتم تحميلها يومياً على خدمتها من إنتاج الذكاء الاصطناعي بالكامل، وهو ما يمثل نحو ثلث الأغاني الجديدة التي يتم إدخالها. وقد بدأت الشركة في وضع علامات على موسيقى الذكاء الاصطناعي لتعزيز الشفافية.
قال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسيس لانترنييه، إن الشركة تؤمن بشدة بأن الإبداع من صنع البشر ويجب حمايته. وأشار إلى تعقيد تطبيق هياكل دفع مختلفة لموسيقى الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن إجراء “تغيير ضخم” في سياسات التعويض لا يزال تحدياً كبيراً.
قضايا وتسويات
توصلت شركة Universal Music Group مؤخراً إلى تسوية قضية حقوق نشر مع شركة موسيقى الذكاء الاصطناعي Udio. وعلى الرغم من أن الشروط المالية لم تُكشف، تخطط الأطراف لإطلاق منصة لإنشاء الموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي في عام 2026.
وفي سياق متصل، قضت محكمة في ميونيخ بأن ChatGPT، التابع لشركة OpenAI، انتهك قوانين حقوق الطبع والنشر الألمانية من خلال إعادة إنتاج كلمات الأغاني. وقالت الشركة إنها ربما تستأنف القرار.
تظل مواقف المستهلكين تجاه الذكاء الاصطناعي في الإعلام متباينة. وأظهر استطلاع أجرته شركة Luminate في مايو أن غالبية الجماهير الأميركية غير مبالية أو متقبلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مهام السينما مثل المؤثرات البصرية، لكنها متشككة تجاه النصوص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي أو الممثلين الاصطناعيين.
مع استمرار تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تظل صناعة الموسيقى في حالة تغير مستمر. وسيكون من المهم مراقبة كيفية تطور هذه القضايا وكيف ستتعامل الشركات مع التحديات التي تطرحها هذه التقنية.

