كشف تسريب برمجي حديث عن استعداد شركة OpenAI لإدخال الإعلانات مباشرةً داخل ردود منصة ChatGPT، مما يمثل خطوة محتملة نحو تحقيق الدخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد أثار هذا الاكتشاف تساؤلات حول مستقبل تجربة المستخدم وتأثير الإعلانات على جودة المعلومات المقدمة من قبل المنصة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفقًا للمطور تايبور بلاهو، الذي نشر اكتشافه على منصة “إكس”، فإن الإصدار التجريبي من تطبيق ChatGPT لنظام أندرويد يتضمن شيفرات برمجية تشير إلى ميزات إعلانية مثل “ads feature” و”search ad” و”bazaar content”. يشير هذا إلى أن OpenAI تعمل بنشاط على دمج الإعلانات في جوانب مختلفة من التطبيق.

توسع OpenAI في الإعلانات: ما الذي نعرفه؟

تشير الشيفرة البرمجية المكتشفة إلى أن الإعلانات قد تظهر في عدة أماكن داخل ChatGPT. قد يتم عرضها ضمن إجابات المنصة على استفسارات المستخدمين، أو أثناء عمليات البحث عن منتجات وخدمات، أو حتى داخل متجر روبوتات الدردشة GPT Store. هذا التنوع في أماكن العرض قد يسمح لـ OpenAI بتحقيق أقصى قدر من الإيرادات الإعلانية.

تحليل السياق وتفضيلات المستخدم

تقرير سابق لموقع “ذا إنفورميشن” ذكر أن OpenAI تخطط لتخصيص الإعلانات بناءً على تحليل سياق محادثات المستخدمين، بالإضافة إلى استغلال ذاكرة ChatGPT لتفضيلاتهم واهتماماتهم. هذا النهج يهدف إلى تقديم إعلانات أكثر ملاءمة وفعالية، مما قد يزيد من احتمالية تفاعل المستخدمين معها. يعتبر هذا التوجه جزءًا من استراتيجية أوسع لتحسين تجربة المستخدم مع تحقيق الدخل.

ومع ذلك، يثير هذا النهج مخاوف بشأن الخصوصية واحتمالية التلاعب بالمستخدمين. من المهم أن تكون OpenAI شفافة بشأن كيفية جمع البيانات واستخدامها لتخصيص الإعلانات، وأن تمنح المستخدمين خيارات للتحكم في هذه العملية.

استعداد OpenAI لقبول الإعلانات

لم يخفِ الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، استعداده لقبول فكرة إدراج الإعلانات على منصة ChatGPT. صرح ألتمان بأنه “ليس ضدها تماماً”، مشيراً إلى أن إعلانات انستجرام “رائعة نوعاً ما” وأنه قام بشراء العديد من المنتجات من خلالها. يعكس هذا التصريح تحولاً في موقف الشركة، حيث كانت في السابق مترددة بشأن إدخال الإعلانات.

أضاف ألتمان أن عرض الإعلانات داخل ChatGPT سيكون “الملاذ الأخير” لزيادة العوائد، وهو ما أكده في خطابه بجامعة هارفارد العام الماضي. يأتي هذا الاعتراف في ظل الضغوط المتزايدة على OpenAI لتحقيق الربحية، خاصةً مع ارتفاع تكاليف تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة.

الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد كبيرة، و OpenAI تبحث عن طرق مستدامة لتمويل تطويره. بالإضافة إلى ذلك، فإن نموذج الاشتراك الحالي، مثل ChatGPT Plus وChatGPT Pro، لا يغطي سوى نسبة صغيرة من قاعدة المستخدمين.

نمو المستخدمين وتحديات تحقيق الدخل

تشير التقديرات إلى أن OpenAI تتوقع أن يصل عدد مستخدمي ChatGPT النشطين إلى 2.6 مليار مستخدم أسبوعياً. ومع ذلك، فإن نسبة المستخدمين المستعدين للاشتراك في الباقات المدفوعة لا تزال منخفضة، حيث تبلغ حوالي 8.5% فقط من إجمالي المستخدمين. وهذا يعني أن OpenAI تحتاج إلى إيجاد مصادر دخل إضافية، مثل الإعلانات، لتحقيق الاستدامة المالية.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تعتمد على قاعدة مستخدمين واسعة لتحقيق النجاح، ولكن تحويل هذه القاعدة إلى مصدر دخل يمثل تحديًا كبيرًا.

الخطوات التالية والمستقبل

من المتوقع أن تقوم OpenAI بإطلاق ميزات إعلانية تجريبية في الأشهر القادمة، ربما بدءًا بتطبيق ChatGPT على نظام أندرويد. سيكون من المهم مراقبة ردود فعل المستخدمين على هذه الإعلانات، وكيف تؤثر على جودة المعلومات المقدمة من قبل المنصة. كما يجب على OpenAI أن تكون حريصة على معالجة المخاوف المتعلقة بالخصوصية والشفافية.

يبقى أن نرى كيف ستنفذ OpenAI خططها الإعلانية، وما إذا كانت ستتمكن من تحقيق التوازن بين تحقيق الدخل والحفاظ على تجربة مستخدم إيجابية. ستكون هذه الخطوة حاسمة لمستقبل ChatGPT ودورها في عالم الذكاء الاصطناعي المتطور.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version