أعلنت شركة مايكروسوفت عن إنشاء وحدة جديدة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدم تحت اسم “فريق الذكاء الاصطناعي الفائق” (MAI Superintelligence Team)، وذلك بهدف تطوير تقنيات قادرة على تقديم حلول عملية في مجالات متعددة مثل التعليم والرعاية الصحية والطاقة المتجددة. يقود الفريق الجديد مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت.
يأتي هذا الإعلان في إطار سعي مايكروسوفت إلى تعزيز موقعها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد أن قامت بدمج خبرات شركة Inflection AI ضمن منظومتها. ويتوقع أن يساهم “فريق الذكاء الفائق” في تطوير حلول عملية متكاملة تجمع بين البحث العلمي والتطبيق الواقعي.
أهداف فريق الذكاء الاصطناعي الفائق
يعمل الفريق الجديد على تطوير تقنيات يمكنها أن تعمل كـ”رفيق رقمي ذكي” للإنسان في مجالات متعددة، مثل التعليم والمساعدة اليومية والإنتاجية. كما يركز الفريق على تطبيقات متقدمة في الطب والطاقة المتجددة، بهدف معالجة التحديات المعقدة في هذه المجالات.
أوضح مصطفى سليمان أن الفريق سيعمل على تطوير أنظمة قادرة على تحقيق أداء خبير في جميع مجالات التشخيص الطبي، مع قدرات عالية على التخطيط والتنبؤ في البيئات السريرية التشغيلية. كما سيتم التركيز على تطبيق الذكاء الاصطناعي في توليد الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة العمليات الصناعية.
الذكاء الاصطناعي الفائق: التحديات والفرص
يشير مصطلح “الذكاء الفائق” عادة إلى أنظمة أو آلات يُعتقد أنها أكثر ذكاءً من أكثر البشر تفوقًا. وقد أثار هذا المفهوم اهتمامًا متزايدًا من كبريات شركات التكنولوجيا حول العالم، حيث تسعى هذه الشركات إلى تطوير تقنيات متقدمة يمكنها أن تقدم حلولاً عملية في مجالات متعددة.
ومع ذلك، تتصاعد المخاوف بين المستثمرين والمحللين من الإنفاق المفرط على مشروعات الذكاء الاصطناعي دون وضوح في مسارات تحقيق الأرباح أو العائدات الاقتصادية. وقد شدد سليمان على أن رؤية مايكروسوفت “لا تعتمد على بناء ذكاء فائق بأي ثمن، بل تهدف إلى بناء تكنولوجيا مسؤولة وقابلة للتحكم، وموجهة حصريًا لخدمة الإنسان”.
تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي
تعمل مايكروسوفت حاليًا على توسيع نطاق قدراتها في الذكاء الاصطناعي من خلال دمج خبرات Inflection ضمن منظومتها، كما تسعى إلى تقليل اعتمادها على شركة OpenAI. وقد عززت مايكروسوفت شراكتها مع OpenAI من خلال استثمار ضخم بلغت قيمته نحو 135 مليار دولار بعد إعادة الهيكلة.
وركزت الشراكة ببنودها الجديدة على أنه يحق لمايكروسوفت توسيع نطاق أبحاثها للذكاء الاصطناعي الفائق، مع قدرتها على تقليل اعتمادها الكامل على OpenAI. وقد بدأت مايكروسوفت في تطوير نماذجها الخاصة، كما استعانت أيضًا بنماذج من شركتي جوجل وأنثروبيك.
يتوقع أن يساهم “فريق الذكاء الفائق” الجديد في تعزيز موقع مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير حلول عملية متكاملة تجمع بين البحث العلمي والتطبيق الواقعي. ومع استمرار التطورات في هذا المجال، يبقى من المهم متابعة التطورات المستقبلية لفريق الذكاء الاصطناعي الفائق التابع لمايكروسوفت.

