يرغب عدد كبير ممن فقدوا والديهم وأحبابهم في مواصلة أعمال البر حتى بعد مماتهم، لذا يبحث عدد كبير من الناس عن أهم أعمال صالحة تصل للميت وتضيء قبره ، ويمكن لمن يرغب في زيادة حسنات المبيت أن يقدم له عددا من الأعمال التي أوصى بها الشرع الشريف، وفي السطور التالية من التقرير نستعرض أبرزها.
أعمال صالحة تصل للميت
وحدد عدد من الفقهاء أبرز الأعمال التي يمكن أن تصل ثوابها وأجرها للميت في قبورهم وتنفعهم بعد الرحيل، فقد كشف الشرع الشريف عن أعمال صالحة تصل للميت وتخفف عنه في قبره بحيث يمكن للحي أن يهدي ثوابها للميت وفيما يلي أبرز الأعمال :
- الاستغفار والدعاء له: أعظم ما ينفع الميت، وقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10]، كما قال النبي ﷺ: «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء» والدعاء بالمغفرة هو أفضل داء يمكن ترديده للميت.
- الصدقة: أجمع العلماء على أنها تصل للميت، واستدلوا بحديث الرجل الذي سأل النبي ﷺ: «إن أبي مات وترك مالًا ولم يوصِ، فهل يُكفِّر عنه أن أتصدّق عنه؟ قال: نعم» (رواه مسلم).
- الصوم: إذا مات المسلم وعليه صيام، يجوز لوليه أن يصوم عنه، كما قال النبي ﷺ: «مَن مات وعليه صيام صام عنه وليه» (متفق عليه).
- الحج: يجوز الحج عن الميت الذي لم يؤدّ فريضة الحج، لحديث المرأة التي سألت النبي ﷺ عن حج أمها فقال: «حُجِّي عنها، فالله أحقُّ بالوفاء» (رواه البخاري).
- قراءة القرآن وإهداء الثواب: ذهب جمهور من أهل السنة إلى أن الميت ينتفع بقراءة القرآن إذا أُهدي له الثواب، وقد نقل الإمام أحمد أن المسلمين اعتادوا على ذلك في كل بلد من غير نكير، فكان إجماعًا.
هل يصل ثواب الأعمال الصالحة للميت؟
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العمل الصالح الذي يقوم به الأحياء يمكن أن يصل ثوابه إلى المتوفين، وفقاً لما ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح “ربيع”، في إجابته عن سؤال: “ما هي الأعمال التي يصل ثوابها للميت في قبره؟ أن الأفعال الخيرية مثل قراءة القرآن، والدعاء، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتصدق، يمكن أن يُهدى ثوابها إلى عموم موتى المسلمين”.
وأضاف أنه مما يتفق مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” ، منوهًا بأن التصدق عن المتوفى أو القيام بأعمال خيرية نيابة عنه هو أمر جائز ومحبب في الإسلام.
وأشار إلى أنه يمكن أن يسهم في رفع مكانته في الآخرة، لافتًا إلى أن هذا العمل لا يقتصر فقط على المتوفين من الأقارب، بل يمكن أن يعم عموم موتى المسلمين.