اختر منطقتك 
حالة الطقس 
في مشهد شعري مليئ بالإبداع، ويؤكد أن مصر لا تزال تنبض بإبداعها الشعري في كل ربوعها، يواصل معرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فعالياته، حيث شهدت قاعة الفعاليات أمسية شعرية رفيعة لشعراء الفصحى، أدارها الشاعر أحمد الأقطش، بمشاركة نخبة من الأصوات الشعرية التي حملت إلى الجمهور قصائد تتنوع في أساليبها، وتتوحّد في قدرتها على الإيصال والتأثير.
جاءت الأمسية لتؤكد أن الشعر الفصيح ما زال حيًّا، متجددًا، متجذرًا في الوجدان الجمعي، وأن طيف الإبداع الشعري المصري ممتدّ في نسيج الوطن، حاضر بصوته العميق في الدلتا والصعيد، في القرى والمدن، حيث يولد الشعر من التجربة الصادقة، وينهض كنداءٍ داخليّ يعيد تشكيل اللغة والذات.
افتتح الشاعر الدكتور سامح درويش الأمسية بقصيدته “النوارس تقبل كل شتاء”، وهي قصيدة تنضح بتجربته الطويلة في فضاءات النشر والتأمل، أعقبتها مشاركة الأديبة فاتن متولي بقصيدة “ليلة قمرية”، وهي التي سبق تكريمها بدرع الثقافة والفنون ببورسعيد عام 2019 تقديرًا لإسهامها الثقافي المستمر.
ثم تتابعت الأصوات الشعرية تباعًا، حيث ألقى الشاعر أسامة كمال قصيدة بعنوان “أحلامنا”، تلاه الشاعر أحمد عبد الحميد بقصيدة تنبض بالمعاني الإنسانية، ثم الشاعر محمد المغربي بقصيدة رائقة لها أطيافها الوطنية والإنسانية. وقدّم الشاعر السيد السمري قصيدة حملت مزيجًا من الصفاء اللغوي والنبرة الوجدانية.
وألقت الشاعرة غادة أبو عيد قصيدتها “سأظل هناك”، وشارك الشاعر نزار البيومي – الفائز بجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة عن إقليم القناة وسيناء – بنص جديد عكس نضجه الشعري وخصوصية صوته.
وقرأ الشاعر محمد خضير نصه “عرائس السماء”، تلاه الشاعر حسين السيد بقصيدته “دعوة الحب” التي احتفت بالعاطفة في صورتها النقية ، وقدّم الشاعر مسعد حسن الزغل قصيدته “في رحاب عاشق الأنثى”، لتختتم الشاعرة جنى طيرة الأمسية بقصيدتها “الذروة”.
جاءت هذه الأمسية لتؤكد أن المشهد الشعري المصري متين البناء، واسع الامتداد، متجدد النبض، وأن الشعراء في مختلف أنحاء مصر يكتبون بسمت متنوع، ويشتركون في الإيمان بجمال اللغة، وقدرة القصيدة على أن تكون مرآة للذات وصوتًا للجماعة. كما عكست الفعالية الدور الحيوي الذي يضطلع به معرض بورسعيد للكتاب في دعم التعدد الإبداعي وإتاحة الفضاء الرحب أمام الشعراء للتلاقي مع جمهورهم في لحظة شعرية صادقة ونادرة.
