في إنجاز مصري جديد يضاف إلى سجل النجاحات الدبلوماسية والثقافية، فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح بذلك أول مصري وعربي يتولى قيادة هذه المؤسسة الدولية العريقة، في لحظة تعكس حجم التقدير العالمي للكفاءات المصرية وقدرتها على الإسهام في صياغة مستقبل الثقافة والتعليم وحماية التراث الإنساني.

وجاء هذا الفوز بعد منافسة قوية خلال الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو، حيث حسم العناني النتيجة لصالحه بأغلبية 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، في تصويت شهد متابعة دولية واسعة نظرًا لأهمية المنصب ودوره في تعزيز قيم الحوار والتنوع الثقافي عالميًا.

ويخلف الدكتور خالد العناني المديرة العامة السابقة أودري أزولاي، ليتولى المسؤولية في مرحلة دقيقة يشهد فيها العالم تحديات غير مسبوقة تتعلق بصون التراث وحماية الهوية الثقافية في ظل أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة.

ويعد فوز العناني تتويجًا لمسيرة علمية ومهنية حافلة بالإنجازات في مجالي الآثار والسياحة، حيث لعب دورًا محوريًا في تطوير العمل الأثري بمصر وافتتاح عدد من المتاحف الكبرى، وفي مقدمتها المتحف القومي للحضارة المصرية، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث ودعم السياحة.

حسين عبد البصير: فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو تتويج لريادة مصر الثقافية عالميًا

أكد الدكتور حسين عبد البصير عالم الآثار في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد أن ترشيح الدكتور خالد العناني لهذا المنصب الدولي الرفيع يعد حدثًا تاريخيًا وخطوة مهمة تعكس الحضور العربي والإفريقي داخل كبرى المنظمات العالمية، وتجسد في الوقت نفسه ثقة المجتمع الدولي في الكفاءات المصرية القادرة على الإسهام بفاعلية في حماية التراث الإنساني وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.

 العناني قامة علمية تركت بصمة بارزة في مجالات الآثار والتراث

وأوضح عبد البصير أن الدكتور خالد العناني يعد من أبرز الشخصيات العلمية والثقافية في مصر والعالم، لما يتمتع به من خبرة واسعة وإنجازات ملموسة في مجالات الآثار والتراث والسياحة، مشيرًا إلى أن فترة توليه وزارة السياحة والآثار شهدت طفرة كبيرة تمثلت في افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية وتفعيل التعاون الدولي في صون التراث الإنساني.

 ترشيح يواصل الدور الريادي لمصر داخل اليونسكو

وأشار عبد البصير إلى أن هذا الترشيح يمثل استمرارية طبيعية للدور المصري الريادي في منظمة اليونسكو منذ عقود، بعد ترشيحات الوزير فاروق حسني والسفيرة مشيرة خطاب، مؤكدًا أن العناني يحظى بدعم عربي وإفريقي واسع لما يتمتع به من شخصية توافقية واحترام دولي كبير.

دعم القيادة السياسية أعاد لمصر مكانتها الثقافية عالمياً

وشدد عبد البصير على أن هذا الإنجاز يأتي في إطار الدعم الكامل والرؤية الثاقبة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد لمصر مكانتها الدولية في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والفنون، وجعل من حماية التراث وتعزيز الهوية الحضارية ركائز أساسية في استراتيجية الدولة المصرية الحديثة.

ترشيح يعبر عن طموح المنطقة بأكملها

واختتم عبد البصير تصريحاته مؤكدًا أن ترشيح الدكتور خالد العناني لا يعبر فقط عن طموح مصر، بل عن طموح المنطقة العربية والإفريقية في أن يكون للثقافة صوت مؤثر في صياغة مستقبل التعليم والعلوم والثقافة على المستوى الدولي، بما يليق بتاريخ مصر العريق وريادتها الحضارية عبر العصور.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version