قال يوسف أبو كويك، مراسل “القاهرة الإخبارية” من غزة إنه الليلة كانت واحدة من أشد الليالي دموية التي عاشتها مدينة غزة مؤخرًا، حيث واصلت القوات الإسرائيلية استهدافها العنيف للمدنيين والبنية التحتية في المدينة، ما أسفر عن سقوط 16 شهيدًا، بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة غارتين إحداهما استهدفت خيمة تأوي نازحين، بينما استهدفت الأخرى منزلين في شارع الجلاء وسط المدينة، كما دُمر برج “الجندي المجهول”، أحد أبرز الأبراج السكنية في حي الرمال، إلى جانب عمارة “شراب” التي كانت تضم عشرات الشقق والمكاتب والملاجئ المؤقتة للنازحين.

وأضاف أن رقعة القصف توسعت لتشمل مواقع متعددة شمالًا وجنوبًا، من محيط مدرسة “عدنان العلمي” إلى مقر تابع لرياض الأطفال في الجمعية الإسلامية، مرورًا بمنطقة الشيخ رضوان حيث وثق الجيش الإسرائيلي وجوده المصور عند الأطراف الشرقية للحي، ما يشير إلى اقترابه من وسط المدينة، هذا التقدم الميداني أدى إلى موجة نزوح جديدة باتجاه المناطق الغربية كالشاطئ والسودانية، لكن استمرار القصف هناك أجبر آلاف العائلات على التوجه جنوبًا وسط ظروف بالغة الصعوبة، في ظل شح وسائل النقل وارتفاع تكاليف النزوح.

وتكشف الأرقام عن واقع إنساني بالغ القسوة؛ إذ تصل كلفة الانتقال جنوبًا إلى نحو 3000 دولار تشمل النقل، شراء خيمة، وإنشاء مرافق أساسية بجوارها. في المقابل، يعيش المواطنون حالة اقتصادية متدهورة، حيث يعتمد الكثيرون على الوجبات المجانية لتأمين الحد الأدنى من الغذاء. هذا النزوح من “موت عاجل” إلى “موت مؤجل”، كما يصفه النازحون، لا يضمن السلامة، خصوصًا وأن منطقة “المواصي” التي يصنفها الاحتلال كمناطق آمنة، شهدت معظم الغارات التي استهدفت خيام المدنيين خلال الأيام الماضية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version