أصدرت وزارة الأوقاف المصرية بيانًا رسميا بمناسبة ذكرى اكتشاف حجر رشيد، التي توافق التاسع عشر من يوليو من كل عام، مؤكدة أن هذا الحدث يعد نقطة تحول فارقة في فهم الحضارة المصرية القديمة، لما مثله الحجر من مفتاح أساسي لفك رموز اللغة المصرية القديمة عبر نقوشه الثلاثية، الأمر الذي أتاح للبشرية إعادة قراءة أحد أعرق فصول التاريخ الإنساني وأكثرها تأثيرًا.

وأكدت الوزارة في بيانها أنها تحتفي بهذا الحدث بكل اعتزاز وأمل، معتبرة أن حجر رشيد لا يمثل مجرد أثر تاريخي فحسب، بل هو شاهد خالد على سَبق الحضارة المصرية في مجالات المعرفة والعلوم والتدوين المبكر، ودليل ناطق على ريادتها الثقافية والعلمية التي تجلت في تعددية لغاتها وانفتاحها الحضاري، وهو ما يتوافق مع قيم الإسلام في دعوته إلى التفكر والعلم والتنوع والتعاون على البر والتقوى.

وشددت وزارة الأوقاف على أن الاهتمام بالتاريخ واللغة والهوية ليس ترفًا ثقافيًا، بل هو جزء أصيل من رسالتها الدينية والوطنية، انطلاقًا من أن الإسلام يحث على حفظ كيان الأمة الحضاري، ويدعو إلى الاعتبار بسير الأمم السابقة واستلهام عبرها، والبناء على منجزاتها، وتقدير تراثها في إطار من الفخر والوعي والانتماء.

وفي السياق ذاته، ثمنت الوزارة جهود الدولة المصرية في صون الآثار والهوية الحضارية المصرية، ودعت إلى مواصلة دعم مساعي استعادة الآثار المنهوبة، وعلى رأسها حجر رشيد، ليعود إلى موطنه بين أهله، فيكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ويعزز في نفوسهم روح الانتماء والاعتزاز بجذورهم التاريخية الممتدة في عمق الزمن.

واختتم البيان بدعاء إلى الله أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يبارك في تراثها ورجالها، وأن يظل هذا الوطن العظيم منارة للعلم والحضارة في ماضيه وحاضره ومستقبله، بين شعوب العالم وأمم الأرض.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version