يحتفل العالم في 9 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للبريد، إحياء لذكرى تأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874 في العاصمة السويسرية برن، وتم اعتماد هذا التاريخ يوما عالميا للبريد بموجب قرار صادر عن مؤتمر الاتحاد المنعقد في طوكيو اليابان عام 1969، ومنذ ذلك الحين، دأبت الدول حول العالم على إحياء هذه المناسبة سنويا، فيما تغتنم إدارات البريد هذه الفرصة للتعريف بخدماتها وتدشين منتجات جديدة.

ويحمل شعار هذا العام 2025 “البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية ونطاق عالمي”، والذي يرتكز على فكرة أن البريد في خدمة الإنسان بأداء محلي، وامتداد عالمي، ويجسد دور البريد كخدمة عامة متجذرة في المجتمعات، قائمة على الإنسان، ودافعة للتواصل والانفتاح؛ فمن القرى النائية إلى المراكز الحضرية، يبقى البريد صلة الوصل بين الناس، ويفتح أمامهم نوافذ على العالم.

يهدف اليوم العالمي للبريد إلى إذكاء الوعي بالدور المحوري الذي تلعبه خدمات البريد في حياة الأفراد وأعمالهم، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف البلدان، وتشجيع الدول الأعضاء على تنظيم برامج وطنية لتعريف الجمهور ووسائل الإعلام بمهام البريد وخدماته.

يحتفل أكثر من 150 دولة بهذا اليوم من خلال فعاليات وأنشطة متنوعة، تشمل معارض للطوابع البريدية، إصدار طوابع تذكارية وخواتم تواريخ خاصة، عرض ملصقات اليوم العالمي للبريد في المكاتب والأماكن العامة، تنظيم أيام مفتوحة في المتاحف والمراكز البريدية، عقد مؤتمرات وندوات وورش عمل، تنظيم فعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية، وإصدار تذكارات خاصة مثل القمصان والشارات، وفي بعض الدول يعد هذا اليوم عطلة رسمية.

على الصعيد المحلي، وفي إطار رؤية المستقبل لمواكبة هذا التغلغل الرقمي، أطلقت الحكومة المصرية عام 2016 برنامج “رؤية مصر 2030″، يهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة وتنمية إقليمية متوازنة، وفي هذا السياق أعلنت عام 2020 عن مشروع “مصر الرقمية”، يسعى إلى تمكين كل مواطن من الوصول إلى خدمات الإنترنت، ويعد البريد المصري بصفته المشغل البريدي الرئيسي في البلاد أحد الجهات الفاعلة الرئيسية في هذا المشروع.

وشهد البريد المصري تحولا هائلا منذ إنشائه قبل 160 عاما، حيث توسعت شبكته لتضم أكثر من 4600 مكتب بريد، بالإضافة إلى سيارات بريد متنقلة وأكثر من 3000 جهاز صراف آلي، إلى جانب تطبيقين للخدمات المالية، وتطبيق خاص بالتجارة الإلكترونية والتتبع.

وفي خطوة بارزة، فازت الهيئة القومية للبريد المصري في 30 سبتمبر 2025 بعضوية مجلس الإدارة ومجلس الاستثمار البريدي التابعين للاتحاد البريدي العالمي، كما فازت مصر بمنصب الرئيس المشارك للجنة سلسلة التوريد في منظمة الأوبك.

ووفقا لما أعلنه الموقع الرسمي للبريد المصري، جاء هذا الإنجاز خلال فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، الذي استضافته دبي خلال الفترة من 8 إلى 19 سبتمبر 2025 تحت شعار “قيادة التغيير.. صناعة المستقبل”، بمشاركة ممثلين عن 144 دولة.

ويعكس هذا الفوز الدور الإقليمي والدولي الواضح الذي لعبه البريد المصري خلال السنوات الماضية بفضل العمل الدؤوب والمشاركة الفعالة في اجتماعات وأنشطة الاتحاد البريدي العالمي، حيث حظى بدعم وثقة أغلبية الدول الأعضاء بحصوله على أعلى نسب التصويت.

ومع هذه الخطوات نحو المستقبل الرقمي، يأتي اليوم العالمي للبريد ليذكرنا بأن هذه المؤسسة العريقة لا تزال تمثل جسرا يربط بين الأفراد والمجتمعات في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغير فيه أدوات التواصل ، ورغم تطور وسائل الاتصال، يظل البريد رمزا للثقة والاستمرارية، يتحول ويتطور دون أن يفقد رسالته الإنسانية الأساسية : خدمة الإنسان أينما كان.
 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version