أكدت المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة حنان بلخي، أن الاقليم يشهد تحولًا غير مسبوق في العمل الصحي، حيث أطلقت المنظمة خطة تنفيذية استراتيجية جديدة تضم ثلاث مبادرات رئيسية، واستجابت خلال الأشهر الماضية لـ 16 حالة طوارئ و56 فاشية مرضية، كما حشدت 1.4 مليار دولار من المساهمات الطوعية وأعادت تنشيط التحالف الصحي الإقليمي.
وأضافت خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، اليوم بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان و الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أن المنظمة تعمل على إنشاء فريق عمل إقليمي معني بالتمويل الصحي المبتكر والمستدام بمشاركة خبراء من الدول الأعضاء، لتعزيز استدامة النظم الصحية وتحقيق العدالة في التمويل والرعاية.
ونوهت ان هذا التوجّه الإقليمي المتكامل في وقت تشهد فيه المنطقة جهودًا متسارعة لمكافحة الأمراض غير السارية، والوقاية من المخاطر الغذائية، وتطوير التشريعات الصحية، تماشيًا مع أحدث توصيات منظمة الصحة العالمية لعام 2025 التي تؤكد أن “الوقاية الغذائية والسياسات الدوائية الذكية” أصبحت حجر الزاوية في حماية صحة الأجيال القادمة.
من جانبه، أعلن الدكتور هشام الجضعي الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للغذاء والدواء، إطلاق 11 برنامجا وطنيا جديدا في مجالات الرعاية الصحية والسياسات الدوائية والغذائية، ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز الصحة العامة وتحسين جودة الحياة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
تشكيل لجنة وطنية للسياسات الصحية
وأوضح أن البرامج الجديدة يشمل تشكيل لجنة وطنية للسياسات الصحية، وخفض مستويات السكر والملح في الأغذية، ومنع استخدام الدهون المهدرجة بشكل كامل، في خطوة تعد من أبرز التوصيات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية للوقاية من أمراض القلب والسمنة والسكري.
كما أشار إلى تطوير منظومة تتبع الدواء من المصنع إلى المريض، بما يضمن سلامة الاستخدام والرقابة الدوائية، بالإضافة إلى متابعة الآثار الجانبية للأدوية بعد تداولها في الأسواق، وهو ما يتماشى مع أحدث التوجهات العالمية في مجال الصيدلة اليقظية (Pharmacovigilance) التي توصي بها تقارير The Lancet Global Health لعام 2025.
وأكد أن المملكة تعمل على دعم دول الإقليم في بناء قدراتها الدوائية، سواء عبر نقل الخبرات الفنية أو دعم الصناعات الوطنية للدواء، مشيرًا إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تلعب دورًا محوريا في ضمان جودة الدواء والغذاء وفقا لأعلى المعايير الدولية، مما جعل السعودية نموذجا يحتذى في الأمن الدوائي والغذائي المستدام.