قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن النمص: هو الأخذ من شعر  الحاجبين بغرض ترقيقهما للزينة، أو إزالتهما بالكلية على الراجح، سواء أرسمته بعد ذلك بالقلم أم بغير ذلك، وهو داخل في معني النمص أيضًا،  وقد ورد في النهي عنه لغير المتزوجة قوله في الصحيحين: « لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ».

الوشم والنمص والتاتو

وتابع مركز الأزهر في منشور له على فيس بوك: أما المتزوجة فإن أخذت من حاجبيها بقصد التزين لزوجها فجائز بإذنه، ما دام لا يطلع على زينتها غيرُه.

أما الوشم والتاتو إذا كان بالوخز بالإبر ونحوها وملئ فراغات طبقة الجلد العميقة بمادة الوشم، فهو حرام شرعًا؛ لقوله : «لَعَنَ الله الْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ… الحديث» متفق عليه.

وأما إذا كان الوشم والتاتو عن طريق الرسم أو اللصق على سطح البشرة بالحناء أو غيرها من المواد الطاهرة، فهو جائز لا شيء فيه إذا كان من قبيل التزين للزوج ما دام لا يطلع على زينتها غيره، ولا يؤدي إلى كشف العورات، ولا يمنع من وصول الماء إلى البشرة عند الطهارة بوضوء أو غُسل.

الحكمة من تحريم الوشم

وفي إطار توضيح الحكمة من تحريم الوشم قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء، كشف عن الحكمة من تحريم الوشم ثلاث نقاط وهي:

أولًا: الوشم يُحدث نجاسة في موضعه بسبب اختلاط الدم بالصبغة، وقد نقل الإمام النووي قول أصحاب المذهب الشافعي: إن الموضع الموشوم يصبح نجسًا، فإذا أمكن إزالته بالعلاج وجبت الإزالة، أما إذا لم يمكن إلا بجرح يترتب عليه تلف أو فقدان عضو أو منفعة أو تشويه ظاهر؛ فلا تجب إزالته في هذه الحالة.

ثانيًا: من الحكم الشرعية في تحريم الوشم أنه يُعد تغييرًا لخلق الله تعالى، استنادًا إلى الحديث النبوي الذي وصف المغيرين لخلق الله بأنهم ملعونون، وما جاء في قول الله تعالى على لسان الشيطان: «وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا» (النساء: 119).

ثالثًا: كذلك فإن الوشم يسبب إيلامًا للجسد عبر غرز الإبر في الجلد، وهو ضرر يلحق بالإنسان دون وجود ضرورة شرعية له، وقد نهى الإسلام عن الإضرار بالنفس أو بالغير، كما قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة: 195)، وقال سبحانه: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29) كما أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس وصيانتها من كل ما يؤدي إلى تلفها أو إلحاق الضرر بها، ولذلك جاء تحريم الوشم ضمن ما يمنع الإضرار بالإنسان وجسده.
 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version