قال نائب رئيس الوزراء الباكستاني، إسحاق دار، يوم الثلاثاء، إن بلاده تدرس خيار إرسال قوات للمشاركة في قوة سلام خاصة في قطاع غزة، وذلك في إطار خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح دار أن القرار النهائي بهذا الشأن ستتخذه القيادة الباكستانية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن الفلسطينية ستتولى مهام حفظ النظام داخل القطاع.
جاء هذا التطور في أعقاب اجتماع لوزراء خارجية ثماني دول إسلامية، هي: مصر، باكستان، السعودية، الإمارات، إندونيسيا، تركيا، قطر، والأردن، حيث أعربوا عن دعمهم لخطة ترامب ودعوا إلى تواصل بنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لتنفيذها.
وتتضمن الخطة، المؤلفة من 20 نقطة، وقفًا لإطلاق النار، وتبادلًا للأسرى، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى نزع سلاح حركة حماس، وإعادة إعمار غزة بدعم دولي. وقد تم مناقشة الخطة خلال لقاء جمع ترامب بعدد من القادة المسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين في نيويورك.
وقال دار في مؤتمر صحفي إن الخطة تنص على تشكيل قوة سلام خاصة بفلسطين، موضحًا أن باكستان ستقرر قريبًا ما إذا كانت ستشارك فيها، بينما أعلنت إندونيسيا بالفعل نيتها إرسال 20 ألف جندي لهذا الغرض.
وأشار إلى أن هذه القوة ستكون مختلفة عن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إذ سيتم تشكيلها خصيصًا لغزة، مع تسجيل ترتيباتها لدى الأمم المتحدة. وأضاف: “القوة ستتولى الأمن الخارجي، بينما تتكفل الشرطة والأجهزة الفلسطينية بحفظ الأمن الداخلي”.
وأكد نائب رئيس الوزراء أن معظم الدول الإسلامية، إلى جانب السلطة الفلسطينية، رحبت بالخطة، رغم اعتراض “فئة معينة” داخل باكستان لأسباب سياسية، متسائلًا: “هل يريد المنتقدون استمرار سفك الدماء؟ لقد قُتل أكثر من 64 ألف شخص في فلسطين”.
وأشار دار إلى أن الخطة تتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية مستقلة لإدارة غزة، تحت إشراف هيئة دولية يشارك فيها فلسطينيون بشكل رئيسي.
وعند سؤاله عن موقف حركة حماس، قال دار إن خمس دول تعتقد أن الحركة ستوافق على الخطة، خاصة الدولة التي تستضيف محادثاتها منذ فترة، مضيفًا: “علينا أن نثق في تأكيداتهم”.
ونفى دار وجود أي تعامل مباشر بين باكستان وإسرائيل، مؤكدًا أن “التواصل تم مع الولايات المتحدة، وهي من تعاملت مع إسرائيل”.
وأوضح أن البيان المشترك الصادر عن الدول الثماني أكد التزامهم بالتعامل الإيجابي والبنّاء مع الولايات المتحدة والأطراف الأخرى لتحقيق السلام وضمان استقرار المنطقة.
وذكر دار أن الوفد الباكستاني، إلى جانب مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة، عمل بالتنسيق مع دول متوافقة في الرؤية لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، مشيرًا إلى أن اللقاء مع ترامب هدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار دائم، وضمان دخول المساعدات، ووقف التهجير، وتأمين عودة النازحين، والتخطيط لإعادة إعمار القطاع، ووقف محاولات إسرائيل لضم الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الرئيس ترامب طلب من فريقه التعاون مع وزراء خارجية الدول الإسلامية الثماني لإعداد خطة عملية، وبعد استلام الوثيقة المكونة من 20 نقطة، عقدت سلسلة من الاجتماعات التشاورية بين الوزراء لصياغة ملاحظاتهم وتسليمها إلى الجانب الأمريكي.
وأكد دار في ختام حديثه أن البيان المشترك الذي رحب بخطة السلام أُعد بقيادة وزير الخارجية السعودي، وتمت فيه مراعاة التعديلات التي اقترحتها باكستان.