نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة Truth Social منشورًا مثيرًا للجدل عبّر فيه عن قناعته بأن الولايات المتحدة “ربما فقدت الهند وروسيا لصالح أعمق وأظلم الصين”. 

وأضاف بطريقة ساخرة: “أتمنى لهم مستقبلًا طويلًا ومزدهرًا معًا!” نقلا عن رويترز.

جاء هذا التصريح بعد أن استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ في تيانجين قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، التي حضرها من بين أكثر من 20 قائدًا عالميًا، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي لفتة رمزية قوية، ظهر مودي ممسكًا يد بوتين، وسار الاثنين نحو شي قبل أن يقف الثلاثة جنبًا إلى جنب على منصة القمة 

تعكس كلمات ترامب قلقًا متناميًا لدى واشنطن بشأن تعمّق العلاقات بين موسكو ونيو دلهي وبكين، خاصة في ظل تصعيد التوترات التجارية والدبلوماسية بين الولايات المتحدة والهند مؤخرًا. إذ فرض ترامب في أغسطس 2025 تعريفة جمركية بنسبة 50% على الواردات الهندية، شملت رسومًا على واردات النفط الروسي من الهند، مما أثار حفيظة نيودلهي وأدّى إلى توتّر في العلاقات الثنائية 

ردود الفعل ورد الإمارات

عندما طُلب من وزارة الخارجية الهندية التعليق على منشور ترامب، اكتفت بالرد بأنها “لا تعلّق”، بينما لم يصدر تعليق رسمي فوري من موسكو أو بكين 

من جهتها، رجّح محللون بأن التحول نحو الصين وروسيا يعكس استثمار الهند في مبدأ “التعدد القطبي”، وتحقيق مصداقية دبلوماسية أكثر حرية، بعيدًا عن التبعية للولايات المتحدة، خاصة بعد التوترات الناتجة عن سياسات ترامب التجارية 

 أصدق اعترافات ترامب

يُعد هذا التصريح من أصدق اعترافات ترامب علنًا بخسارة نفوذ أمريكي تقليدي لصالح محور جديد. ويشير إلى تحوّل جيوسياسي محتمل في آسيا، حيث تميل أصهارات القوى الكبرى نحو تكوين تحالفات متقاطعة لتعزيز المصالح المشتركة في مواجهة الهيمنة الأميركية. في المقابل، قد تستغّل الصين هذه اللحظة لإعادة تعريف المشهد العالمي في أطر مؤسسات مثل SCO.

أما بالنسبة للهند، فإن موقفها يبدو محسوبًا بدبلوماسية معينة، تهدف إلى موازنة مصالحها بين القوى العالمية، مع توخي الحذر في رفض إعلان ولاء لأي منها، بما في ذلك واشنطن.

في النهاية، يعكس منشور ترامب تراجعات ملموسة في العلاقات التقليدية التي عملت الولايات المتحدة على ترسيخها لعقود، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على استعادة موقعها في المشهد العالمي المتغير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version