أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنه رفع دعوى قضائية ضد صحيفة “وول ستريت جورنال” ومالكها روبرت مردوخ، على خلفية تقرير أثار جدلاً واسعًا بشأن علاقته برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بجرائم استغلال جنسي لقاصرات. 

وأمر ترامب وزارة العدل مباشرة بإجراءات رفع السرية عن وثائق محاكمته، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لاحتواء تداعيات التقرير وإعادة الإمساك بزمام السردية.

تصعيد قانوني وإعلامي غير مسبوق

الدعوى القضائية رُفعت أمام المحكمة الفدرالية للمنطقة الجنوبية في ولاية فلوريدا، إلا أن مضمونها الكامل لم يتسنّ الاطلاع عليه بعد. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من تهديد ترامب بمقاضاة الصحيفة، بسبب مقال زعم أنه وجّه رسالة ذات طابع إباحي إلى إبستين في وقت سابق من صداقتهما.

وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشال”: “أتطلع إلى سماع شهادة روبرت مردوخ بشأن شكواي ضد كومة القمامة الصحفية هذه.. ستكون تجربة مثيرة للاهتمام”، في إشارة واضحة إلى اعتقاده بأن التقرير يدخل ضمن ما يسميه “الإعلام الكاذب”.

وزارة العدل تنحاز لترامب: مطالبة برفع السرية

بالتوازي مع الدعوى، كشفت وزيرة العدل، بام بوندي، أنها ستطلب من القضاء رفع السرية عن الشهادات التي أدلي بها أمام هيئة محلفين كبرى ضمن تحقيقات قضية إبستين، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي لـ”تهدئة مخاوف الرأي العام وحلفاء ترامب”. وأكدت في كتاب رسمي أرسلته إلى نيويورك أن الطلب يحمل “مصلحة عامة كبرى”، رغم أنه غير معتاد في قضايا من هذا النوع.

يُذكر أن هيئة المحلفين الكبرى تُشكَّل من مواطنين عاديين وتُعنى بتقييم الأدلة قبل توجيه أي اتهام رسمي، لكن القانون الأمريكي يفرض قيودًا صارمة على نشر إفاداتهم، ما يجعل الطلب موضع جدل قانوني وسياسي.

البيت الأبيض في موقف حرج وسط الغموض

وفيما تجاهل ترامب، الجمعة، الرد على أسئلة الصحفيين بشأن نيته نشر مزيد من الوثائق المتعلقة بالقضية، يتعرض البيت الأبيض لضغوط متزايدة من دوائر اليمين المحافظ، خصوصًا أنصار حركة “ماغا”، الذين يعتبرون أن الإدارة تحاول التستر على علاقة جهات نافذة بإبستين.

وقد تجددت مطالب هؤلاء بنشر ما يُعرف بـ”القائمة السرية” لأسماء شخصيات يفترض أنها تورطت مع إبستين، رغم تأكيد مشترك صدر قبل نحو أسبوعين عن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بعدم وجود أدلة على مثل هذه القائمة أو وقوع عمليات ابتزاز.

إبستين: موت غامض وظلال لا تختفي

وكان إبستين قد اعتُقل في يوليو 2019 ووجهت له تهم بالاستغلال الجنسي لقاصرات والتآمر في ذلك، قبل أن يُعثر عليه ميتًا داخل زنزانته، في واقعة أُعلنت رسميًا أنها انتحار، لكنها فجّرت موجة من نظريات المؤامرة، رجّحت أن موته كان بهدف منعه من فضح أسماء متورطين بارزين.

ورغم أن علاقة ترامب بإبستين موثّقة بصور وفيديوهات من مناسبات عامة وخاصة، لم تظهر أدلة قانونية تشير إلى تورطه في أي جرائم. إلا أن المقال الأخير في “وول ستريت جورنال” أعاد القضية إلى الواجهة، مما دفع ترامب إلى التحرك دفاعًا عن سمعته، وربما أيضًا للهجوم الاستباقي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version