كشفت دراسة حديثة نُشرت في “المجلة الأمريكية للتغذية السريرية” أن تناول كوب واحد من التوت الأزرق يوميًا يُحسّن بشكل ملحوظ صحة القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، وأظهرت الدراسة، التي شملت 138 بالغًا، تحسنًا في وظائف الأوعية الدموية وانخفاضًا في تصلب الشرايين لدى من تناولوا كوبًا كاملًا من التوت الأزرق.

متلازمة التمثيل الغذائي (MetS) هي مشكلة صحية عامة ناشئة، تُعرف بالسمنة البطنية المزمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع غير طبيعي في تركيزات الدهون الثلاثية، ويزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي.

تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي مجموعة من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب التاجية، وأمراض القلب الخلقية، وتجلط الأوردة العميقة، وتشير معلومات المنظمة إلى أن حوالي 80% من الوفيات العالمية الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية تحدث في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وهذا المعدل يُمثل جرس إنذار! سعت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية إلى سدّ هذه الفجوة من خلال دراسة ما إذا كان تناول التوت الأزرق يوميًا يُحسّن مؤشرات القلب والأوعية الدموية والأيض لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة الأيض أم لا.

الغذاء الفائق الأزرق

قد يكون التوت الأزرق صغير الحجم، لكنه غني بالعناصر الغذائية والمركبات التي تدعم صحتنا العامة، اختر ما يناسبك، والتوت الأزرق غنيٌّ بها! يُعدّ التوت الأزرق من أهم مصادر الأنثوسيانين، وهو مضاد أكسدة طبيعي يساعد على حماية أجسامنا من الإجهاد التأكسدي والالتهابات المرتبطة بمعظم الأمراض المزمنة، بفضل مؤشره الجلايسيمي المنخفض، فهو لطيف على مستويات السكر في الدم، إضافة حفنة من التوت الأزرق يوميًا إلى روتيننا اليومي طريقة بسيطة وطبيعية وفعالة للاستفادة من فوائده على المدى الطويل.

كانت الدراسة تجربة عشوائية مُحكمة مزدوجة التعمية، استمرت ستة أشهر، وشارك فيها 138 بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عامًا، وجميعهم مُشخصون بمتلازمة التمثيل الغذائي، وُزِّع المشاركون عشوائيًا على إحدى المجموعات الثلاث.

المجموعة 1- تناولت كوبًا واحدًا (150 جرامًا)

المجموعة الثانية – تناولت نصف كوب (75 جرامًا)

المجموعة 3 – تناولت مسحوقًا وهميًا يطابق لون التوت الأزرق وطعمه ومظهره

ملحوظة: التوت الأزرق الذي تناوله المشاركون كان طازجًا ومن خلال هذا الهدف، يهدف الباحثون إلى تقييم آثار تناول التوت الأزرق على مختلف المؤشرات الحيوية القلبية الأيضية، بما في ذلك وظيفة الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين وحساسية الأنسولين.

نتائج البحث

أظهر المشاركون الذين تناولوا كوبًا واحدًا من التوت الأزرق يوميًا تقدمًا كبيرًا في وظيفة بطانة الأوعية الدموية، كما تم قياسه من خلال التمدد بوساطة التدفق، وهو مؤشر مهم لصحة الأوعية الدموية، كان هناك انخفاض طفيف في تصلب الشرايين، تم تقييم تصلب الشرايين، الذي يساهم في ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، باستخدام مؤشر الزيادة، لم يُلاحظ المشاركون الذين تناولوا نصف كوب فقط من التوت الأزرق يوميًا أي تحسن يُذكر في أيٍّ من المؤشرات الصحية المُقاسة، ويُنصح بتناول كوب كامل يوميًا لرؤية فوائد القلب والأيض.

ماذا يعني البحث؟

هذه دراسة بارزة، تقدم بعضًا من أقوى الأدلة السريرية حتى الآن على أن الاستهلاك اليومي لكوب واحد من التوت الأزرق يمكن أن يحسن بشكل كبير وظائف الأوعية الدموية، ويقلل من تصلب الشرايين، ويعزز مستويات الكوليسترول الجيد.

فوائد التوت الأزرق القلبية الوعائية وحدها ذات دلالة سريرية، إذ قد تُخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تُقدّر بـ 12-15%. مع ذلك، تُعدّ الجرعة مهمة، فكما لوحظ في تجارب الدواء الوهمي، لم يُظهر المشاركون في التجربة الذين تناولوا نصف كوب فقط من التوت الأزرق نفس تأثير أولئك الذين تناولوا كوبًا كاملًا.

المصدر:timesofindia.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version