قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن إعلان الحرب على الله لا يعني الانتصار على الله، بل هو مجرد إعلان للعداء لله والمجاهرة به، مؤكداً أن قوة الله لا مثيل لها، ولا تدركه العلوم ولا تحيط به العقول.
واستشهد خالد الجندي، خلال حلقة برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة “dmc”، اليوم الأحد، بقوله تعالى: “أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا”، موضحاً أن البشر ينقسمون إلى حزبين: حزب الله، وهم المؤمنون الموحدون المنقادون لأمره، وحزب الشيطان الذين يجاهرون بالعداوة لله ويعصونه.
وأوضح الجندي أن إعلان الحرب على الله يشمل كل من يجاهر بالمعاصي أو يصر على الكبائر مثل أكل الربا والتشجيع عليه، مستشهداً بقوله تعالى: “فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ”، مؤكداً أن الإيذاء لله ورسوله قد يكون بالقول أو بالفعل، ومنه نسبة الولد إلى الله أو التطاول عليه بالسب كما جاء في الحديث القدسي: “يشتمني ابن آدم يقول إن لي ولداً”.
وأشار إلى أن المجاهرة بالمعصية نوع من إعلان التحدي، مثل شخص يتفاخر بأنه فوق القانون، مؤكداً أن لا أحد فوق الجميع إلا رب الجميع، وكل الناس سواء أمام الله عز وجل.
وأضاف أن من يرتكب المعصية في السر يبقى له باب التوبة والستر، أما من يجاهر بها فهو سيء الأدب ويستفز المجتمع، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”، مما يدل على أن الخطأ وارد لكن المطلوب التوبة وعدم المجاهرة.
ونوه إلى أن المجاهرة بالمعصية ليست فقط معصية أكبر، بل هي إعلان حرب على شريعة الله وقيم المجتمع، داعياً إلى التوبة والستر وترك المجاهرة بالفواحش.
معنى إشاعة الفاحشة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ” يشمل كل من يحب شيوع المعصية أو يتعاطف معها في قلبه، حتى وإن لم يرتكبها بيده أو لسانه، مشيرًا إلى أن العقوبة تشمل من مارس الفاحشة ومن أحب انتشارها سواء بالفعل أو بالتمني.
وأوضح أن إشاعة الفاحشة تكون بالكذب والافتراء على الناس ونشر الشائعات التي تطعن في أعراضهم، كما تكون بالتباهي بالمعاصي والترويج لها، أو بتزيين المنكرات وتطبيعها بين الناس من خلال إطلاق أسماء مخففة عليها مثل تسمية الخمر “مشروبات روحية” أو العلاقات غير الشرعية “صداقة” لتخفيف وقعها في النفوس، مؤكدا أن مجرد الإعجاب القلبي أو الدفاع عن هذه الأفعال يُعد من إشاعتها أيضًا.
وأضاف أن الفرق كبير بين ارتكاب الذنب سرًا مع الندم عليه، وبين المجاهرة به أو الفخر به، فالأول يُرجى لصاحبه المغفرة بالتوبة، أما الثاني فهو إعلان حرب على الله ورسوله لأنه إظهار للمعصية بلا حياء وكأن صاحبها يقول إنه غير مبالٍ بأمر الله.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى توعد من يحب شيوع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، محذرًا من خطورة التهاون القلبي أو التعاطف مع المعاصي، لأن الأمر يبدأ من مشاعر الرضا ثم يتحول إلى قبول اجتماعي ثم تطبيع وسلوك شائع.
ودعا الجندي، أن يحفظ الله المجتمع من الفواحش الظاهرة والباطنة، وأن يرزق الجميع التوبة الصادقة والستر، وأن يحمي الأمة من المجاهرة بالمعاصي أو الدفاع عنها أو الترويج لها.