لم تكن قرية الحريدية التابعة لمركز المراغة شمال محافظة سوهاج، على موعد مع هذا الحزن الكبير الذي ضرب قلوب أبنائها جميعًا مساء أمس، حينما تحولت لحظات العطاء والإنسانية إلى مأساة، بعد غرق الشاب عمرو، أحد أنقى شباب القرية وأكثرهم محبة بين الناس.

داخل الترعة الوسطانية بطريق باصونة المراغة، أثناء عودته من مهمة إنسانية، حيث كان قد أنهى توصيل أحد المرضى إلى مستشفى المراغة المركزي.

تفاصيل الواقعة

الواقعة بدأت بإخطار تلقاه اللواء الدكتور حسن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، من مأمور مركز شرطة المراغة، يفيد بسقوط سيارة سوزوكي “تمناية” داخل الترعة، وعلى الفور هرعت قوات الإنقاذ النهري إلى الموقع، لتنتشل جسد الشاب العشريني الذي لم يمهله القدر وقتًا للنجاة.

الخبر وقع كالصاعقة على أهالي القرية، الذين تجمّعوا عند مدخلها في انتظار وصول جثمانه، الدموع تخنق كلماتهم، والصدمة ترتسم على وجوههم.

وقال محمود مصطفى، أحد جيران الفقيد لـ”صدى البلد”: “كان عمرو رمزًا للطيبة والرجولة، يساعد الجميع دون انتظار مقابل، حتى في يوم رحيله كان في مهمة إنسانية لإنقاذ مريض.. لكنه لم يعد”.

ويضيف آخر وهو يبكي:” القرية كلها اتكسرت بخبر موته.. كان محبوب من الكبير قبل الصغير.. كل حد هنا عنده ذكرى جميلة معاه”.

الطريق الواصل بين باصونة والمراغة الذي شهد الحادث، تحول إلى مكان يرويه الأهالي بالأسى، بينما لا تزال صورة عمرو وهو يقود سيارته بابتسامة لا تفارق وجهه محفورة في ذاكرتهم.

ومن الجدير بالذكر أنه قد تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثمان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version