أعلنت وزارة الصحة والسكان عن الإنجازات البارزة التي تحققت في تنفيذ التوصية الثامنة المتعلقة بـ”التغيرات المناخية والصحة”، ضمن التوصيات الـ11 للنسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024.
يأتي هذا الإعلان قبيل انطلاق النسخة الثالثة من المؤتمر “PHDC’25” لهذا العام، حيث تواصل الوزارة نشر تقارير نتائج تنفيذ التوصيات تباعاً، والتي أعدتها اللجنة العليا لمتابعة التنفيذ، المشكلة بقرار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان رقم 17 لعام 2025.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تولي اهتماماً بالغاً بمعالجة العلاقة بين تغير المناخ والصحة العامة، من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية الصحية القادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، ووضع سياسات وطنية تعزز المساواة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، وتدعم استراتيجيات التكيف والصمود لمواجهة آثار تغير المناخ على صحة المواطنين.
تعزيز قدرة النظام الصحي
وأضاف عبدالغفار أن الوزارة نفذت عدداً من الأنشطة والمبادرات الوطنية تهدف إلى تعزيز قدرة النظام الصحي على التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق الاستدامة البيئية، إلى جانب دعم قدرة المنظومة الصحية على التنبؤ بالتأثيرات الصحية المرتبطة بالمناخ. ومن أبرز هذه الإنجازات إطلاق الإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية (2024-2030)، الذي يمثل خارطة طريق وطنية لرفع جاهزية القطاع الصحي في مواجهة التحديات المناخية المستقبلية.
كما تم إعداد التقرير الأول للبصمة الكربونية لمبنى الإدارة العامة للرصد البيئي والتغير المناخي بإمبابة، في إطار جهود الوزارة لتقييم الأثر البيئي لأنشطتها والعمل على تقليل الانبعاثات.
وفي السياق نفسه، أعدت الوزارة تقريراً شاملاً عن تقييم تكيف المنشآت الصحية بمحافظة الإسكندرية مع التغيرات المناخية ومتطلبات الاستدامة البيئية، شمل مراجعة البنية التحتية وأنظمة إدارة الطاقة والمياه، وخطط الطوارئ والاستجابة، ومدى جاهزية هذه المنشآت لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية بشكل آمن وفعال في ظل الظروف المناخية المتغيرة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن وزارة الصحة والسكان شاركت في إعداد التقرير الوطني الأول للشفافية (BTR)، الذي يعكس التزامات مصر الدولية في مواجهة تغير المناخ ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية.
وفي إطار بناء القدرات وتعزيز جاهزية الفرق الطبية، أوضح عبدالغفار أنه تم إعداد مادة علمية تدريبية حول سبل مواجهة تأثيرات تغير المناخ باستخدام نهج “الصحة الواحدة”، بمشاركة ممثلي الجهات المعنية، وتنفيذ ثلاث دورات تدريبية لتدريب المدربين (TOT) في 27 محافظة، بهدف إكساب الكوادر الطبية المعرفة والمهارات العملية اللازمة للتعامل مع الآثار الصحية الناجمة عن التغيرات المناخية.
خطوات استباقية لمتابعة تأثيرات تغير المناخ
وفي السياق ذاته، قامت الإدارة العامة لمكافحة ناقلات الأمراض باتخاذ خطوات استباقية لمتابعة تأثيرات تغير المناخ على أنماط انتشار النواقل، من خلال إعداد وتطبيق بروتوكول وطني لترصد نواقل الأمراض، يشمل تحديد الإجراءات الموحدة لرصد وقياس كثافة النواقل وفقاً للمعايير الدولية.
كما تم رسم خريطة موسمية للنواقل على مستوى الجمهورية بشكل ربع سنوي، لرصد أنواع النواقل المنتشرة وتحديد مناطق ومواسم نشاطها بدقة.
وتابع عبدالغفار أن هذه الخريطة تساعد على رصد التغيرات المناخية وتأثيرها على كثافة وانتشار النواقل، بما في ذلك احتمالية ظهور أنواع جديدة غازية قد تنتقل من دول مجاورة نتيجة التحولات المناخية.










