شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل عقب نشر صور خطوبة سما رامي، من أصحاب متلازمة داون، بين مؤيد يحتفل بهذه اللحظة الإنسانية، وآخر يطلق سهام التنمر والنقد الجارح.
وفي خضم هذا الجدل، جاءت كلمات الإعلامية مفيدة شيحة خلال برنامجها “الستات” على قناة النهار دفاعًا عن فتاة أثبتت أنها رمز للقوة والتحدي والنجاح.
وقالت مفيدة شيحة: “لم تكن سما رامي مجرد فتاة من أصحاب متلازمة داون، بل أيقونة حقيقية لمجتمع ذوي الهمم في مصر، فهي أول من رفعت قضية تنمر على أحد المسيئين عبر الإنترنت وربحتها، وأثبتت للمجتمع أن أصحاب الإعاقة الذهنية ليسوا مجرد ضحايا، بل قادرون على الدفاع عن أنفسهم وكسر القوالب النمطية المفروضة عليهم”.
كما وصفت مفيدة شيحة سما رامي بـ”البطلة القوية الشجاعة”، مشيرةً إلى دورها المؤثر في تغيير نظرة المجتمع تجاه أصحاب متلازمة داون.
قصة الخطوبة أوجعت القلوب
وأضافت مفيدة شيحة: “الصورة التي انتشرت على الإنترنت لسما رامي مع خطيبها أدهم لم تكن مجرد لحظة رومانسية، بل إعلان صريح عن حق كل إنسان في الحب والاختيار وبناء حياة مستقلة”.
وتابعت: “هذه الصورة كانت سببًا في هجوم قاسٍ من البعض على مواقع التواصل، وصل إلى حد التشكيك في حقها في الزواج، في تعليقات وصفتها والدة سما، السيدة سوزان، بأنها أبشع من التنمر”.
وعلّقت مفيدة شيحة بغضب على هذه الهجمة، قائلة: “هناك من يملك من الوقاحة ما يكفي لإهانة الآخرين فقط لأنهم مختلفون. إذا لم تكن تملك الكلمة الطيبة، فاصمت”.
من هي سما رامي؟
سما رامي، خريجة الأكاديمية البحرية، تعمل في شركة كبرى للأوراق المالية، وهي أول سفيرة للنوايا الحسنة من أصحاب متلازمة داون. تمارس الرياضة بانتظام، وتنشط في حملات التوعية بحقوق أصحاب الهمم.
أما خطيبها أدهم، فهو خريج الجامعة الكندية – قسم الإعلام، ويعمل كمساعد مدرس. بدأت قصة الحب بينهما من متابعة طويلة على مواقع التواصل، وانتهت بلقاء جمع بين روحين متشابهتين، كما وصفت والدتها.
ردود الفعل المؤلمة
في مداخلة هاتفية مع برنامج “الستات”، كشفت والدة سما عن حجم الألم الذي تعرضت له ابنتها بعد التعليقات المسيئة، مؤكدة أنهم اضطروا إلى غلق صفحتها الشخصية بعد أن انهارت بالبكاء. لكنها شددت على أن سما أقوى من أن تكسرها كلمات الحاقدين، قائلة: “بنتي أقوى من كل واحد قاعد ورا شاشة بيتنمر. سما بنت نجحت في اللي غيرها مش قادر يحققه”.
ووجهت مفيدة شيحة ووالدة سما نداءً عاجلًا إلى الجهات المعنية، خاصة مباحث الإنترنت، لفرض رقابة صارمة على التعليقات المسيئة، التي وصفتاها بأنها تعكس عنصرية مقيتة وتمس كرامة الآخرين. كما طالبتا بوضع قانون يجرّم التنمر الإلكتروني بصرامة، مؤكدتين أن أصحاب متلازمة داون بحاجة إلى دعم حقيقي، لا مجرد تعاطف موسمي.