أوصى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام بأداء صلاة الأوابين وبيّن لهم ما فضلها ووقتها وكيفيتها، وصلاة الأوابين هي أحد أسماء صلاة الضحى وقد بين الرسول فضلها في الحديث الشريف «يصبح أحدكم وعلى كل سلامى منه صدقة، فكل تهليلة، وتحميدة، وتكبيرة، وتسبيحة، صدقة، وأمر بمعروف، ونهى عن منكر، صدقة وتجزئ من كل ذلك ركعتا الضحى»، وفي في السطور التالية من التقرير نتعرف على وقت أداء صلاة الأوابين وعدد ركعاتها.
أفضل وقت لأداء صلاة الأوابين
وفي هذا السياق، أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن صلاة الضحى تعد من النوافل العظيمة ذات الفضل الكبير موضحا أن وقتها يبدأ بعد شروق الشمس بنحو 20 إلى 25 دقيقة، ويمتد حتى قبيل زوال الشمس، أي قبل دخول وقت الظهر بحوالي خمس دقائق.
وعن أفضل وقت لأداء صلاة الأوابين، أضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء خلال تصريحاته تلفزيونية سابقة له، أن أفضل أوقات يكون في منتصف هذا الوقت، لما فيه من فضل عظيم، ولأنه يساعد المسلم على المداومة على الصلاة وعدم الانقطاع عنها فترة طويلة بين الفجر والظهر.
وأشار إلى أن أداء صلاة الضحى يعين المسلم على ملء الفراغ الروحي والزمني بين الصلوات، قائلًا: “كثيرًا ما نشعر بطول الفترة بين الفجر والظهر، فإذا حافظنا على صلاة الضحى فإننا نظل على صلة دائمة بالله سبحانه وتعالى طوال اليوم”.
عدد ركعات صلاة الضحى
وأما عن أقل عدد لـ صلاة الضحى فهو ركعتان فقد روى مسلم (720) من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»، وروى البخاري (1981)، ومسلم (721) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».
صلاة الضحى أكثر عدد لها فلم يرد نص في تحديد ذلك، لكن ثبت عنه عليه الصلاة والسلام، أنه صلى الضحى أربعًا، وقد يزيد على تلك الأربع ركعات، وثبت عنه أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة، فقد روى مسلم (719) أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها: «كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟، قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ»، وروى مسلم (336) عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى».
فضل صلاة الأوابين
أقسم رب العزة بها فى سورة الضحى وذلك يدل على فضلها وعظمتها؛ ومن فوائدها:
- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلًا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعًا.
- من صلى اثنتي عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتًا في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي – صلى الله عليه وسلَّم- قال: «من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة»، قال ابن حجر- رحمه الله –في كتابه الفتح: “وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها”.
- نيل أجر الصّدقة؛ فقد رُوي عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: «يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
- كِفاية الله تعالى للمُحافظين على صَلاةِ الضُّحى: عن أبي الدّرداء وأبي ذر، عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فيما رواه عن الله -عز وجل- أنّه قال: «ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره».
- وَصفُ المُحافظين على صلاةِ الضُّحى بالأوّابين: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: «لا يُحافظ على صلاة الضحى إلا أوّاب. قال: وهي صلاة الأوابين».
- تكون سببا لتكفير الذنوب فقد جاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ان رسول الله ﷺ قال: “مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ”. (رواه الترمذي).