لعل ما يطرح أهمية معرفة ما هي علامات الفجر الصادق ؟ هو أنه يتعلق بأحد أسرار صلاة الفجر وهذا الوقت المبارك والذي لا يمكن التهاون فيها بأي حال من الأحوال، فهي الصلاة الوسطى التي خصها الله تعالى بمزيد من الفضل ، ومن ثم لا يمكن الاستهانة بأي من أحكامها ومن بينها وقتها الصحيح، والذي يعبر عنه استفهام ما هي علامات الفجر الصادق ؟ ، حيث من خلالها يمكننا تحري أفضل وقت لأداء هذه الفريضة ونيل أجرها واغتنام فضلها كاملاً.
ما هي علامات الفجر الصادق
ورد عن مسألة ما هي علامات الفجر الصادق ؟، أن الفجر الصادق له علامات ذكرها أهل العلم. منها: أنه يظهر معترضا من الشمال إلى الجنوب، ويزداد نورا وإضاءة؛ بخلاف الكاذب فإنه مستطيل، أي ممتد من المشرق للمغرب.
ويقول صاحب مواهب الجليل الحطاب المالكي في وصفه: ولا خلاف أن أول وقتها (الفجر) طلوع الفجر الصادق، وهو الضياء المعترض في الأفق، ويقال له: الفجر المستطير بالراء أي: المنتشر الشائع قال الله -تعالى-: {ويخافون يوما كان شره مستطيرا} [الإنسان: 7] وقال في الطراز: الفجر المستطير شبه بالطائر يفتح جناحيه، وهو الفجر الثاني. اهـ
ويقول العلماء في الشرح الممتع متحدثا عن الفروق بين الفجر الصادق والكاذب: والفجر الثاني بيَّنه المؤلف بقوله: «وهو البياض المعترض» في الأفق، يعني: من الشمال إلى الجنوب. وأفادنا المؤلف رحمه الله بقوله: «إلى طلوع الفجر الثاني» أن هناك فجرا أول وهو كذلك. والفجر الأول يخرج قبل الثاني بنحو ساعة، أو ساعة إلا ربعا، أو قريبا من ذلك.
الفرق بين الفجر الأول والثاني
وذكر العلماء أن بينه وبين الثاني ثلاثة فروق:
الفرق الأول: أن الفجر الأول ممتد لا معترض، أي: ممتد طولا من الشرق إلى المغرب، والثاني معترض من الشمال إلى الجنوب.
الفرق الثاني: أن الفجر الأول يظلم، أي: يكون هذا النور لمدة قصيرة ثم يظلم، والفجر الثاني: لا يظلم بل يزداد نورا وإضاءة.
الفرق الثالث: أن الفجر الثاني متصل بالأفق، ليس بينه وبين الأفق ظلمة، والفجر الأول منقطع عن الأفق، بينه وبين الأفق ظلمة.
والفجر الأول لا يترتب عليه شيء من الأمور الشرعية أبدا، لا إمساك في صوم، ولا حل صلاة فجر، فالأحكام مرتبة على الفجر الثاني. اهـ.
ما هو الفجر الصادق
وردت حقيقة ما هو الفجر الصادق في نصوصٌ الكتاب العزيز والسُنة النبوية ، أنّ الفجر ينقسم إلى فجرٍ صادقٍ وفجرٍ كاذبٍ، ففي القرآن الكريم جاء في قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ).
وورد في الحديث الشريف من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الفجرُ فجرانِ..)، وبين الفجر الصادق والفجر الكاذب فروقٌ، ولكلٍّ منهما علاماتٌ تميّزهما، كما أنّ الله -تعالى- قد رتّب جملةً من أحكام العبادات وعلّقها على ظهور الفجر الصادق.
ويُعرف الفجر الصادق في الوقت الحاضر بأنّه الفجر المقترن بالأذان الثاني الذي يُنادى لصلاة الفجر؛ فالأذان الأوّل يكون مقترنًا بالفجر الكاذب، فيؤذّن المؤذّن الأذان الثاني؛ معلنًا به دخول افجر الصادق الذي تُباح به صلاة الفجر ويدخل وقتها، كما أنّ في الأذان الثاني الذي يدلّ على دخول الفجر الصادق، يقول المؤذّن في الأذان بعد حي على الفلاح: “الصلاة خيرٌ من النوم”.
و يبدأ وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر الثاني أو ما يسمى بالفجر الصادق وهو الوقت الذي يبدأ فيه أول ظهور للنهار وذهاب الليل وعتمته، ويكون وقتها سواد الليل خليط مع بياض النهار فينتشر الضوء في الأفق.
ما يترتب على ظهور الفجر الصادق
يترتّب على ظهور الفجر الصادق جملةٌ من الأحكام المتعلّقة بالعبادات، ومنها: دخول وقت صلاة الفجر، ووجوب الإمساك عن الطعام، فبمجرّد نداء المؤذّن للفجر النداء الثاني، يكون ذلك إعلانًا لدخول الفجر الصادق، وبه يدخل وقت الفجر.
ويُمسك الصائم عن المفطرات من طعامٍ وشرابٍ وغيرها، أمّا الأذان الأوّل المتعلّق بالفجر الكاذب؛ فلا يترتّب عليه شيءٌ؛ إنّما هو تنبيهٌ وتذكيرٌ للنائم حتى يستيقظ ويستعدّ للفجر، ولمن نوى الصيام أن يُعجّل فيتسحّر قبل أن يحلّ وقت الفجر الصادق الذي يُمسك عنده الصائم.
الفرق بين الفجر الصادق والكاذب
جاء في الحديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذكرٌ لوجهٍ من الفرق بين الفجر الصادق والكاذب، وذلك من قوله -عليه الصلاة والسلام-: (الفجرُ فجرانِ؛ فأمَّا الفجرُ الذي يكونُ كذنَبِ السَّرْحانِ فلا يُحِلُّ الصلاةَ، ولَا يُحَرِّمُ الطعامَ، وأَما الفجرُ الذي يذهبُ مُسْتَطِيلًا في الأفُقِ، فإِنَّه يُحِلُّ الصلاةَ، ويُحَرِّمُ الطعامَ).
وورد أن الفجر الكاذب كما في الحديث كذنب السرحان أي ذنب الذئب؛ يظهر في أفق السماء ممتدًّا طولًا من الشرق إلى الغرب؛ أي لا يعترض الأفق ويمتدّ فيه كالفجر الصادق، والفجر الكاذب لا يستمر في السماء وينتشر بل تتبعه ظلمةٌ، ولا يكون متّصلًا بالأفق، بل تفصل بينهما ظلمةٌ، ولا يترتّب على الفجر الكاذب أيٌّ من الأحكام.

