قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ التطورات الأخيرة في السودان تُشكّل تهديدًا بالغ الخطورة، مشددًا على أنّ أمن السودان القومي خطّ أحمر لا يجوز تجاوزه. 

وأوضح غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع يعني عمليًا سيطرة هذه القوات على إقليم دارفور، لأن الفاشر تُعدّ عاصمة الإقليم، وسيطرتها تمنح نفوذًا على خمس ولايات غربي السودان.

وأضاف غباشي أن السيطرة على مدينة بارا في ولاية كردفان تُعدّ ذات دلالة استراتيجية أيضًا، لأن قربها من الخرطوم يجعل الوصول إليها مسألة ساعات في حال توسع العمليات، ما يعني أنّ مساحات واسعة من غرب السودان ومنطقة كردفان أصبحت تحت نفوذ الدعم السريع. وبيّن أنّ تقديرات تشير إلى أن نحو 48% إلى 50% من أراضي السودان تقف حاليًا تحت نفوذ هذه القوات، وهو وضعٍ يثير قلقًا بالغًا.

وحذر غباشي من أن هذا الواقع يجعل السودان مهددًا بالتقسيم، وهو أخطر السيناريوهات الممكنة، خاصة مع استمرار الحصار والتوتر في مناطق عدة؛ مشيرًا إلى أنّ مدنًا مثل الفاشر عاشت ظروف حصار مطوَّلًا، وأنّ أكثر من 250 ألف مواطن سوداني في بعض المدن يواجهون خطرًا حقيقيًا يهدد حياتهم ويقربهم من احتمالات الزوال أو الإبادة إذا لم تتدخل جهات إنسانية وسياسية عاجلة لحمايتهم.

وختم غباشي بتحذير واضح بأن استمرار هذا المسار سيرتب تبعات أمنية وإنسانية وسياسية لا تقتصر على السودان وحده بل ستؤثر سلبًا على استقرار المنطقة بأسرها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version