أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الجمعة، أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا بينهم أربعة أطفال وامرأتان وثلاثة مسنين، في غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة أمس الخميس، فيما أصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة، وفق وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية.
ووصفت الوزارة الحصيلة بأنها أولية، مشيرة إلى احتمال ارتفاعها مع استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض.
وجاءت الغارات بعد يوم واحد من هجوم بطائرة مسيرة شنه الحوثيون على مدينة إيلات جنوبي إسرائيل، وأسفر عن إصابة 22 شخصًا، في خرق نادر لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ويمثل التصعيد الأخير حلقة جديدة في سلسلة المواجهات المتزايدة بين الحوثيين وإسرائيل على خلفية الحرب المستمرة علي غزة.
تفاصيل الضحايا والإصابات
وبحسب وزارة الصحة في صنعاء، فقد بلغ عدد الجرحى نحو 174 مصابًا، بينهم 59 طفلًا و35 امرأة و80 مسنًا، ما يعكس الطابع العشوائي للغارات وكثافة الضحايا المدنيين.
وأفاد سكان صنعاء أن إحدى الضربات استهدفت مبنى في حي مكتظ، يعتقد أنه كان يأوي قياديًا حوثيًا. ولم تتمكن وكالة “أسوشييتد برس” من التحقق المستقل من هذه الرواية.
وقال أحمد المحويتي إن الانفجارات كانت عنيفة للغاية وتسببت في تدمير منازل عدة. وأضاف شاهد آخر، سليم راجه، أن عددًا من السيارات تضررت بشدة.
فيما روى سالم القصاب، صاحب متجر: “الجميع خرجوا مغطين بالتراب وكأنهم خرجوا من القبور. تصاعد غبار كثيف وحجب السماء بالدخان الأسود، كان المشهد مرعبًا.”
أما أكرم العديـني، وهو أحد السكان، فأكد أن قوة الانفجار أسقطت سقف منزله، بينما فقد زميل له يعمل في متجر للهواتف زوجته وطفله جراء القصف.
ويأتي هذا التصعيد وسط مخاوف من توسع رقعة الحرب في المنطقة، إذ يواصل الحوثيون استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، فيما ترد تل أبيب بغارات جوية داخل الأراضي اليمنية، ما يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع ذات أبعاد إنسانية خطيرة.