قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، متحدثاً عن السنوار وتأثيره على الحرب، لو خرج السنوار مع حشد من مقاتليه رافعاً يده بشارة النصر لكان سيتحول إلى قائد ملهم، سيصبح صلاح الدين جديد بنظر العالم الاسلامي وكنا سنتعرض لخطر حرب مدمرة “.
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير، أن جثمان يحيى السنوار، الذي استشهد في 16 أكتوبر 2024 في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، وبعد تشريح جثته في المركز الوطني للطب الشرعي بتل أبيب، نقل ليدفن في ما يعرف بـ “مقابر الأرقام” وهي واحدة من أكثر المواقع غموضا في إسرائيل.
لم تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل العملية، ولم تُسلّم الجثمان لعائلته، مكتفية بإجراءات عسكرية مغلقة أعادت إلى الواجهة الملف المعقد لاحتجاز جثامين الفلسطينيين، وهو ملف يمتد لعقود من الزمن ويثير جدلا قانونيا وأخلاقيا واسعا.
مقابر الأرقام.. القبور التي لا تنطق بالأسماء
تعرف “مقابر الأرقام” بأنها مواقع سرية مخصصة لدفن من تعتبرهم إسرائيل “أعداءها”، حيث تستبدل أسماء المدفونين بأرقام معدنية مسجلة في ملفات عسكرية مغلقة. وتقع إحدى هذه المقابر في منطقة مجدو شمال فلسطين المحتلة، وتضم مئات الجثامين التي تعود بعضها إلى ستينيات القرن الماضي.
وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن عدد الجثامين المحتجزة يبلغ نحو 665، بينما تؤكد منظمات حقوقية أن العدد تضاعف بعد الحرب الأخيرة على غزة، بسبب قيام القوات الإسرائيلية بانتشال جثامين من مناطق القتال ونقلها إلى أماكن غير معلنة.
تبريرات أمنية وانتقادات حقوقية
تستند إسرائيل في هذا الإجراء إلى قرار سابق للمحكمة العليا يسمح بدفن جثامين من تصفهم بـ“الأعداء”، بزعم أن ذلك يخدم الأمن القومي ويسمح بوجود “أوراق تفاوض” مستقبلية لتبادل الأسرى أو استعادة الجنود المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
لكن منظمات حقوق الإنسان تصف هذه الممارسات بأنها عقاب جماعي ينتهك اتفاقيات جنيف، التي تنص على وجوب تسليم جثامين القتلى إلى ذويهم ودفنهم بشكل لائق. كما يرى مراقبون أن احتجاز الجثامين يُستخدم أحيانًا للضغط السياسي والنفسي، إلى جانب محاولات طمس الأدلة المتعلقة بملابسات مقتل أصحابها.
وتثير هذه السياسة أيضا شبهات متكررة بشأن انتهاكات طبية وأخلاقية، منها ما يُتداول عن سرقة أعضاء بعض الجثامين، وهي اتهامات لم تقدّم السلطات الإسرائيلية أي ردّ رسمي واضح بشأنها حتى الآن.

