أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل سيُشترط مستقبلاً أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي؟

وقال مفتي الجمهورية، إنه يعتقد أن مفتي المستقبل لن يستغني عن الدراية بالتكنولوجيا الحديثة، ربما لن يصدر نصٌّ قانوني صريح يشترط إجادة التقنيات في المؤهلات الرسمية للمفتي، لكن الواقع يفرض ذلك بالفعل.

وأوضح أن الجيل الجديد من المفتين سيجد نفسه مضطرًا لإتقان التعامل مع الحاسوب والبرمجيات الذكية ومحركات البحث المتقدمة، لأنها أصبحت جزءًا من بيئة العمل الإفتائي. لقد دخلت التقنية في صلب العمل اليومي لدار الإفتاء؛ لدينا منصة إلكترونية موحَّدة لإصدار الفتاوى، وتطبيقات هاتفية، وقواعد بيانات رقميَّة، وجميعها أدوات يجب على المفتي فهمها ليقوم بواجبه بكفاءة.

وتابع: من واقع خبرتي، المفتي الذي لا يستطيع استخدام هذه الوسائل سيواجه صعوبة في مجاراة سرعة تدفّق الأسئلة والمعلومات في عصرنا، لذلك نعم، سيكون من الضروري أن يكون المفتي قادرًا على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا عمومًا. نحن في دار الإفتاء نعمل على تأهيل كوادرنا تدريبًا مستمرًا في هذا المجال ؛ نظمنا ورش عمل ودورات لتعليم المفتين كيفية الاستخدام الرشيد والفعّال للمصادر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر صحيح الدين والرد على الاستفسارات.

كما أصدرنا أدلّة للدبلوماسيّة الرقميّة وأخلاقيّات الخطاب الديني الإلكتروني لضبط تواصل المفتين مع الجمهور . كل ذلك يؤكد أن إلمام المفتي بأدوات العصر أصبح جزءًا من تأهيله العلمي.

وأكد أن المفتي الرشيد في المستقبل هو من يمزج بين العلم الشرعي العميق ومهارة تقنية عالية، بحيث يسخر التقنية لخدمة الفتوى دون أن يقع أسيرًا لها. فإن سألني أحد: هل سيُشترط إتقان التكنولوجيا في المفتي؟ أجيب: لن يكون مفتيًا رشيدًا من يجهل لغة العصر وأدواته، وهذا شرط تفرضه ضرورة الواقع وإن لم تنص عليه لوائح التعيين بعد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version