هل يجوز التصدق على عاص؟ سؤال أجاب عنه الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف.
 

وقال هناك حديث عن الرجل الذي تصدق على سارق وزانية وغني، وهو يحمل دروسًا عظيمة في النية، واليقين، والإصرار على عمل الخير، ويؤكد أن الخير لا يضيع أبدًا عند الله، حتى وإن ظننت أنه ذهب لغير مستحقه.

وأشار خلال تصريح له، الى أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الرحمة المهداة والشاهد على الأمم – شهد أحوال من سبقونا بروحه النورانية الشاملة، وأخبرنا في هذا الحديث عن رجل من الأمم السابقة نذر أن يتصدق بمال كبير لأول من يلقاه، لكنه فوجئ أن المال ذهب إلى سارق، فظن أن نذره لم يتحقق، فأعاد الصدقة في اليوم الثاني، فذهبت إلى زانية، ثم في اليوم الثالث وقعت في يد غني بخيل، وظل يكرر المحاولة معتقدًا أن صدقته لم تقع في موضعها الصحيح.

وتابع: “هذا الرجل لم يندم، بل قال في كل مرة: اللهم لك الحمد على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، لأنه كان موقنًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وقد أرسل الله له ملكًا يُطمئنه ويُبشره أن كل صدقة من هذه الصدقات أثمرت وأحدثت أثرًا”.

وأوضح أن الحديث يُعلِّمنا أن السارق قد يتوب عندما يرى أن الرزق يمكن أن يأتي بالحلال، وكذلك الزانية قد تترك المعصية إذا جاءها رزق يُغنيها عن بيع نفسها، وأيضا الغني البخيل قد يعتبر فينفق عندما يرى نموذجًا مضيئًا في العطاء.

وأكد أن هذا الحديث الشريف يدل على أن: “الخير الذي تفعله بإخلاص لا يُهدر، حتى لو وقع في غير ما كنت تظنه موضعًا مناسبًا، ورب صدقة لمست قلبًا فغيّرته”.

حكم التصدق بقصد أن يحقق الله لي شيئاً ؟

سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

أجاب عن هذا السؤال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التصدق بنية أن يحقق الله لي امراً ليس حراماً فالصدقة والنذر قربى لله.

وأضاف أنه قد عُرف النذر على أنه التزام بقربى لم يعينها الشرع حملها الإنسان على نفسه ولا يكون الالتزام فيها بمعصية وقد جاء فى الحديث من ” مَن نذَر أنْ يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْه ومَن نذَر أنْ يعصيَ اللهَ فلا يعصِه”، واختصاراً فأن ذلك ليس حراماً وهو فعل خير ولكن بعض الفقهاء يقولون ان الانسان الكريم لا يحتاج إلى نذر لتقديم قربى لله وهو مكروه.

وأشار الى أنه على الانسان ان استطاع الوفاء به فليوفى وان لم يستطع فعليه كفارة يمين إطعام عشرة مساكين فأن لم يستطع فصيام ثلاثة ايام

كثيرًا ما نلتقي بمن يطلبون الصدقات والمساعدات ونحن نشك في نواياهم، ونحتار هل نقدم لهم الصدقة أم أننا بذلك ندفعها لمن لا يستحق؟ وهو ما سئل عنه احد متابعي دار الإفتاء المصرية اليوم في حلقة بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.

“الأصل أن يتحرى المسلم صدقته وللسائل حق وإن جاء على فرس كما جاء في الحديث الشريف” أجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا انه ليس شرطًا أن نعطي السائل مالًا كثيرًا ولكن “اتقوا النار ولو بشق تمرة”.

وقال وسام إن وثق من السائل وعرف فعلًا انه يحتاج إلى مال أو نحوه ليقض حاجته، فهذا حسن، فإن لم يتأكد من هذا الكلام فلا مانع من أن يجبر خاطره بأي عطاء، والأمر في ذلك واسع.

لكن يقول وسام: “لا ترد السائل إلا بجبر الخاطر..حتى ولو لم تعطه مالًا” لقوله تعالى: ((وأما السائل فلا تنهر)).

وأوضح ان العبد إن أعطى من لا يستحق فإن الله سيحانه وتعالى يتقبله، وقد جاء في الحديث أن رجلًا تصدق على غني فجعل الله سبحانه وتعالى صدقته سببًا ليقظة ضمير الغني في التصدق والزكاة، وتصدق على بغي فجعل صدقته سببًا لابتعادها عن الحرام، وتصدق على سارق فجعلها سببًا في بعده عن الجريمة، “عامل الله تعالى في الخلق ولا ترد أحدًا وأجبر بخاطر الناس..فإن لم تكن تسعوا الناس بجيوبكم فسعوهم بأخلاقكم”، وأكد وسام أن مجرد الشك أنهم لا يستحقون أو ما شبه ليس كافيًا مادام لم يتأكد، والمهم أن يعود الإنسان على جبر الخواطر وعدم كسر خواطر الناس والسائلين

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version