مع بدء العام الدراسي الجديد وازدحام الجداول الدراسية وكثرة الالتزامات التعليمية، يتساءل عدد كبير من الطلاب عن مدى جواز جمع الصلوات بسبب حضورهم للدروس المتصلة دون فاصل يسمح بأداء الصلاة في وقتها.

 هذا التساؤل أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار الرسمية على “فيسبوك”.

وأوضح الشيخ أحمد ممدوح أن الأصل في الجمع بين الصلوات أن يكون في حالة السفر، حيث يُجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، حسب الحاجة، إلا أن بعض العلماء أجازوا الجمع لغير المسافر في حالات الضرورة القصوى، دون أن يكون هذا الفعل قاعدة ثابتة أو عادة دائمة.

وذكر مثالًا على ذلك، أن الطبيب الذي يضطر لإجراء جراحة طويلة تبدأ قبل صلاة الظهر وتنتهي بعد العصر، يجوز له أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير، وبهذا القياس، فإن الطالب إذا لم يتمكن من أداء الصلاة في وقتها بسبب دوام متصل أو منع من الخروج للصلاة، جاز له أن يجمع.

وشدد الشيخ على أن الأولى بالطالب أن يسعى إلى الاستئذان من المعلم لأداء الصلاة في وقتها، فإن تعذر عليه ذلك، فيجوز له الجمع، على ألا يكون ذلك عادة مستمرة، مع التأكيد على أن الجمع لا يعني قصر الصلاة، بل تُؤدى كاملة؛ فالظهر والعصر كل منهما أربع ركعات، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع ركعات أيضًا.

في سياق متصل، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الصلاة واجبة في وقتها، ولا يجوز تأخيرها إلا لعذر شرعي معتبر، كما ورد في قوله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”، وأن من صفات المنافقين التكاسل عن أدائها في وقتها، كما جاء في قوله تعالى: “وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى”.

وأشار المركز إلى أن جمع الصلوات الخمس كلها في وقت واحد لا يجوز مطلقًا، ويعد تفريطًا في العبادة، لكن في حال وجود عذر قهري يجوز الجمع بين الصلوات التي ورد النص بجواز جمعها (الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء)، سواء جمع تقديم أو تأخير.

وأكد العلماء أن الجمع بين الصلوات يجب أن يبقى ضمن إطار الضرورة، لا أن يتحول إلى سلوك دائم أو عذر للتكاسل عن إقامة الصلاة في وقتها، بل يجب المحافظة على أداء الصلاة في مواقيتها قدر الإمكان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version