خيم الحزن على قرية الرزيقات قبلي بمحافظة الأقصر، بعدما تحولت لحظة عادية إلى مأساة كبرى هزت القلوب قبل العقول، أربعة من خيرة شباب القرية فقدوا حياتهم داخل مزرعة بقرية المراشدة التابعة لمركز الوقف بمحافظة قنا، إثر انفجار محول كهربائي أثناء عملهم، لتسدل ستائر الألم على بيوتٍ كانت تمتلئ بالحياة والضحك منذ ساعات قليلة فقط.

الضحايا هم “مصطفى يوسف محمد” 44 سنة، و”أحمد عبد المنعم يوسف” 24 سنة، و”يوسف محمد يوسف” 20 سنة، و”محمد عبد الفراج عبد الستار” 17 سنة، جميعهم من قرية الرزيقات قبلي بالأقصر. خرجوا في الصباح كعادتهم يسعون وراء لقمة العيش، يحملون طموحات البسطاء وأمل العودة آخر اليوم لأهلهم، لكن القدر كان أسرع، فخطفهم في لحظة واحدة من بين أيادي الحياة.

تحولت صفحات “فيسبوك” إلى سرادق عزاء كبير، امتلأت بالدعاء والدموع، وتداول الأهالي صورهم بكلمات الحزن والرثاء، وأطلقوا عليهم لقب شهداء لقمة العيش، لما قدموه من تضحية أثناء أداء عملهم الشريف. سيطر السواد على شوارع القرية، وتزينت القلوب بصورهم، واكتست البيوت بالحزن.

وفي وسط كل هذا الألم، تذكر الجميع كلمات الشاب الراحل “أحمد عبد المنعم يوسف” التي كتبها على صفحته الشخصية قبل وفاته، وكأنها رسالة الوداع الأخيرة.

 كتب قائلا إنه لا يريد دموعا ولا صراخا بعد رحيله، فقط أن يذكر بالخير، وأن يدعى له بالرحمة، وأن تظل ضحكته ذكرى طيبة في قلوب من أحبهم ، كانت كلماته نبوءة صادقة لرحيلٍ قريب، وكأن روحه كانت تستعد للقاء ربها بسلام.

وشيع أهالي القرية الجثامين الأربعة في مشهد مهيب، اختلطت فيه دموع الرجال بصوت التكبير والدعاء، وجرى دفنهم في مقابر أسرهم بقرية الرزيقات قبلي، وسط حالة من الحزن التي لم تعرف لها القرية مثيلا منذ سنوات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version