في مؤتمر صحفي افتراضي، شارك فيه موقع الشرق، تحدث الممثل البريطاني جاري أولدمان عن تجربته في تجسيد شخصية العميل الاستخباراتي جاكسون لامب في مسلسل Slow Horses، الذي يُعرض على منصة Apple TV+. وأكد أولدمان أن هذا الدور أصبح جزءاً من تكوينه الشخصي بعد خمسة مواسم متتالية، وأشار إلى أن المسلسل ما زال قادراً على المفاجأة من دون أن يفقد صدقه أو سخريته اللاذعة.
يُعد مسلسل Slow Horses أحد أبرز إنتاجات Apple TV+ في فئة دراما التجسس، وهو مأخوذ عن سلسلة روايات الكاتب البريطاني ميك هيرون التي تحمل الاسم نفسه. وتدور أحداث المسلسل حول مجموعة من عملاء الاستخبارات البريطانية الذين نُفوا إلى قسم مهمل يُعرف باسم Slough House بعد ارتكابهم أخطاء مهنية جسيمة. يقودهم جاكسون لامب، العميل السابق الساخر والمدمن على التدخين والكحول، في مهمات غير رسمية تكشف عن فساد الجهاز وتناقضاته الأخلاقية.
بطل غير تقليدي
وصف أولدمان شخصية جاكسون لامب قائلاً: “إنه رجل عجوز وكئيب، لكنه أذكى من الجميع في الغرفة، وغالباً ما يسبق الآخرين بعدة خطوات”. وأوضح أن لامب شخصية محررة ولا يهتم بما يظنه الناس عنه، ويقول ما يفكر به مهما كان قاسياً.
يرى أولدمان أن لامب ليس بطلاً تقليدياً، بل هو أقرب إلى “محرك سردي” يقف بين العبث والعبقرية. يعيش لامب بين الفوضى والاستهزاء، لكنه يمتلك حساً حاداً بالمسؤولية تجاه من حوله، حتى وإن أخفى ذلك تحت غطاء السخرية الدائمة.
عبقرية النص
أشار أولدمان إلى أن الفضل في الحفاظ على توازن الشخصية يعود إلى النص المكتوب. النص هو البوصلة التي يتبعها الممثل، ولا يستطيع تجاوزها. وأضاف أن عالم Slough House الذي بناه هيرون يمنح الممثلين أرضية صلبة.
وأوضح أن فريق العمل لم ينجرف إلى المبالغة بحثاً عن الإثارة، وهو ما ساهم في استمرار نجاح المسلسل لخمسة مواسم. عندما تتابع مسلسلاً لسنوات ثم يفقد منطقه، تشعر بالخيانة كمشاهد. فريق Slow Horses محظوظ لأن لديه نموذجاً سردياً محكماً لا يسمح بذلك.
السخرية وسيلة حماية
تحدث أولدمان عن استخدام لامب للسخرية كوسيلة لحماية نفسه. قال إن لامب يستخدم السخرية كجزء من حرفته كجاسوس، حيث تجعله النكتة يبدو غير مبال، مما يصعب على الآخرين اختراقه أو فهمه.
أوضح أولدمان أن لامب يهتم بفريقه أكثر مما يبدو عليه. حتى عندما يبدو كأنه نائم، يكون في الواقع في قمة تركيزه. وأشار إلى أن سلوك لامب الصدامي ليس عبثياً، بل هو أداة من أدوات مهنته.
خلف الكواليس
تحدث أولدمان عن الأجواء داخل موقع التصوير، قائلاً إن فريق العمل أصبح بمثابة عائلة بعد سبعة مواسم متتالية. الاختيار كان عبقرياً، وكل ممثل في مكانه تماماً. والأهم من ذلك أنهم جميعاً أشخاص رائعون، مما يجعل العودة إلى التصوير متعة حقيقية.
أشار أولدمان إلى أن المعطف المهترئ الذي يرتديه لامب أصبح رمزاً للشخصية. المعطف هو تحية صغيرة من أولدمان إلى الممثل الراحل بيتر فالك في دوره الأسطوري (كولومبو).
بين الكتابة والتنفيذ
أوضح أولدمان أن فريق العمل يحرص على وجود موسم جديد جاهز دائماً فور انتهاء الموسم السابق. قال إن المنتجين كانوا واعين بأن الجمهور لا يرغب في الانتظار لفترات طويلة بين المواسم.
أشار إلى أن Apple TV+ ترددت في البداية حول فكرة الإعلان المسبق عن الموسم الجديد بنهاية كل موسم، لكن المنتج التنفيذي دوجلاس أوربانسكي أصر على تنفيذها.
واقعية التفاصيل
كشف أولدمان أن فريق العمل الفني يتعامل مع موقع التصوير كعالم حي يتغير بمرور الزمن. حتى مكتب لامب يتداعى ببطء، والكرسي تآكل، والدهان يتشقق. هذه التفاصيل الصغيرة تخلق واقعية مذهلة.
أشار إلى أن زميله جوناثان برايس اندهش حين دخل موقع التصوير لأول مرة، وظنه مبنى حقيقياً. لم يصدق أن ذلك ديكور داخل استوديو.
بين الأداء والنص
اختتم أولدمان حديثه بشكر Apple TV+ على التزامها بإيقاع الإنتاج، وعلى ثقتها بالفريق. النجاح الجماهيري والنقدي المتواصل هو نتيجة للانسجام بين جميع عناصر العمل.
أكد أولدمان أن الجمهور يمكنه الاطمئنان إلى أن هناك مزيداً من المواسم في الطريق. بدأ فريق العمل بالفعل في تصوير الموسم السابع، ويعمل بوتيرة ممتازة.

