يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة الهند في 5 ديسمبر، حيث تستمر الدولتان في تعزيز علاقاتهما رغم التوترات الجيوسياسية في المنطقة. ومن المقرر أن يشارك بوتين في الجلسة العامة لمنتدى روسيا-الهند خلال الزيارة، حسبما أعلنت “روسكونغرس”، الجهة المنظمة للمؤتمر.

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز “الشراكة الاستراتيجية” بين موسكو ونيودلهي، حيث أجرى بوتين ونظيره الهندي ناريندرا مودي محادثة هاتفية في أكتوبر، أكدا خلالها التزامهما بتعميق العلاقات بين البلدين، وفق بيان صادر عن الحكومة الهندية.

تعزيز العلاقات الروسية الهندية

تاريخياً، كانت الهند من بين الدول القليلة التي لم تنحاز بشكل واضح إلى أي من الجانبين في الصراع الروسي الأوكراني، حيث رفضت الهند دعوات الولايات المتحدة لوقف شراء النفط الروسي. وفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن قرب التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند يتيح خفض الرسوم الجمركية على البضائع الهندية.

ومع ذلك، أشار ترمب إلى انخفاض مشتريات الهند من النفط الروسي، بعد أن ارتفعت بشكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وفي سياق متصل، التقى مودي وبوتين آخر مرة في بكين خلال قمة استضافها الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر.

التداعيات الاقتصادية والسياسية

تشير هذه التطورات إلى استمرار تعزيز العلاقات بين روسيا والهند، رغم الضغوط التي تتعرض لها نيودلهي من واشنطن. وفي هذا السياق، يبدو أن الهند تسعى إلى الحفاظ على توازن في علاقاتها مع القوى العالمية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية.

وفي ظل هذه التطورات، من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحركات الدبلوماسية والتجارية بين روسيا والهند. وستكون الزيارة المرتقبة لبوتين إلى الهند محط أنظار على اعتبارها مؤشراً على مستقبل العلاقات بين البلدين.

الآفاق المستقبلية

مع اقتراب موعد زيارة بوتين، تثار تساؤلات حول ما ستسفر عنه المحادثات بين الجانبين. وفي حين ينتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاقيات التجارية والاستراتيجية بين البلدين، يظل من غير الواضح إلى أي مدى ستستمر الهند في الحفاظ على علاقاتها مع روسيا في ظل الضغوط الغربية.

ستكون هذه الزيارة محطة هامة لمراقبة التطورات المستقبلية في العلاقات الروسية الهندية وتأثيراتها على المشهد الجيوسياسي الإقليمي والعالمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version