تحدثت امرأة أمريكية تبلغ من العمر 35 عامًا من ولاية مين، لم يسبق لها ممارسة الجنس، علنًا عن حياتها الشخصية، مؤكدة أنها تتعرض للسخرية بشكل متكرر بسبب عذريتها، لكنها ترفض الصمت. لورين هاركينز تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للكشف عن أنها لم تذهب إلى موعد غرامي قط، وتسعى إلى تبديد المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالعذرية.
وقالت هاركينز لموقع “What’s The Jam” إنها “لم تشعر أبدًا بالخجل من كونها عذراء أو من قلة خبرتها الجنسية، وكانت منفتحة بشأن ذلك دائمًا – حتى في سن المراهقة”. وأضافت أن “الحميمية كانت دائمًا شيئًا ذا معنى بالنسبة لها، وليس شيئًا يجب التسرع فيه لمجرد ‘مواكبة’ الآخرين”.
تحدي الصور النمطية حول العذرية في العصر الحديث
تتعرض هاركينز لانتقادات وتعليقات سلبية على منصات انستغرام وتيك توك، حيث يدعي البعض أنها “لا تتصرف كعذراء”، وهو ما يعزوه إلى حقيقة أنها لا تتناسب مع “النمط الاجتماعي المحافظ والخجول” الذي يتوقعه الناس. وتشير إلى أن وجود منصة عامة يجلب معه قدرًا من السلبية.
وتقول هاركينز إن الانتقادات غالبًا ما تتضمن اتهامات بالكذب أو أنها “منتهية الصلاحية” أو أنها تسعى لجذب الانتباه أو أنها نرجسية. ومع ذلك، تؤكد أنها لم تعد تتأثر بهذه التعليقات.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يفترض الناس أنها متدينة وتسعى للحفاظ على عذريتها للزواج، وهو ما ترفضه هاركينز باعتباره نمطًا خاطئًا آخر. فهي تؤكد أن ما تقدره هو “الشراكة الملتزمة والمتوافقة على المدى الطويل، وليس عقدًا أو تقليدًا من أجل التقليد نفسه”.
التحرر من الضغوط الاجتماعية
وتوضح هاركينز أنها ليست من النوع “التقليدي المتدين” الذي يحاول البعض تصويرها به، ولا تنتمي إلى “المرأة العصرية التي تهتم بثقافة المواعدة العابرة”. وتشير إلى أن هذا الموقف يعكس رغبتها في تحديد مسارها الخاص.
وفي السنوات الأخيرة فقط، بدأت هاركينز تشعر بالاستعداد لمواعدة شخص ما، قائلة إنها “لم تكن مستعدة” خلال سنوات مراهقتها أو العشرينات. وتعتبر هذا التطور أمرًا طبيعيًا ومتعمدًا، وليس شيئًا يدعو للخجل.
وتؤكد هاركينز أنها “تنتظر الارتباط الصحيح، ولا تتشبث بأول فرصة تتاح لها”. وتشدد على أنها “لن تتنازل أبدًا خوفًا أو يأسًا”. فهي ترى نفسها تسير في “مسارها الخاص تمامًا، وتحب ذلك”.
تزايد الحديث عن العذرية الاختيارية
تأتي قصة هاركينز في سياق نقاش أوسع حول العذرية والاختيار الشخصي فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية. ففي حين أن العذرية كانت تعتبر تقليديًا معيارًا اجتماعيًا، إلا أن هناك اتجاهًا متزايدًا نحو الاعتراف بالعذرية كخيار شخصي، وليس كشرط مسبق للسعادة أو القبول الاجتماعي.
وتشير الدراسات إلى أن نسبة العذارى في سن الزواج آخذة في الانخفاض في العديد من البلدان، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن العذرية تفقد أهميتها. فقد يختار بعض الأشخاص تأجيل ممارسة الجنس لأسباب دينية أو ثقافية أو شخصية، وهذا حقهم.
وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا لحسابات أشخاص يتحدثون بصراحة عن تجاربهم مع العذرية، مما يساهم في كسر الحواجز وإزالة الوصمات المرتبطة بهذا الموضوع. هذا التحول في الخطاب قد يساعد في خلق مجتمع أكثر تقبلاً وتفهمًا للاختيارات الشخصية المختلفة.
العذرية الاختيارية أصبحت موضوعًا شائعًا بين الشباب، حيث يختارون تأجيل النشاط الجنسي حتى يشعروا بالاستعداد العاطفي والجسدي. هذا الاختيار غالبًا ما يكون مدفوعًا بقيم شخصية أو معتقدات دينية، أو ببساطة الرغبة في بناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
من المرجح أن يستمر هذا النقاش حول العذرية والاختيار الشخصي في التوسع، مع تزايد الوعي بأهمية الصحة الجنسية والإنجابية، والحقوق الإنجابية. ومن المتوقع أن نشهد المزيد من الحوارات المفتوحة والصادقة حول هذا الموضوع في المستقبل القريب، مما قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية في المواقف الاجتماعية والثقافية.

