أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر إلى مئة شهيد على الأقل منذ فجر أمس السبت، في حين دخل حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي لمحافظة شمال غزة شهره الثالث.
وفي شمال القطاع، استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، إثر قصف قوات الاحتلال منزلا يؤوي نازحين يعود لعائلة “الأعرج” في منطقة تل الزعتر.
كما أفاد مراسل الجزيرة في غزة باستشهاد 3 مواطنين على الأقل وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال، في غارة إسرائيلية على منزل بحي النصر غربي مدينة غزة. وقد وصف أطباء في المستشفى المعمداني حالة بعض المصابين بالحرجة.
ووسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 فلسطينيين نتيجة قصف إسرائيلي على منزلين في مخيم النصيرات. وقد خلفت الغارة أيضا عددا من المصابين بينهم حالات وصفت بالخطيرة.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين بمخيم النصيرات.
وجنوبي القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم الشابورة وسط رفح جنوبي قطاع غزة.
وكان مراسلنا قد أفاد باستشهاد طفلين وإصابة آخرين في هجوم شنته مروحية إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين جنوب غرب المواصي في خان يونس.
حصار مشدد
وفي سياق متصل، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه المنازلَ المأهولة شمال القطاع مع مواصلة حصار مدن وبلدات الشمال لليوم 58 على التوالي.
وكانت وكالة الأونروا حذرت من أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا في منطقة شمال غزة.
وقالت الأونروا في تغريدة على موقع إكس “من بين 91 محاولة قامت بها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من 6 أكتوبر/تشرين الأول إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت إسرائيل الموافقة على 82 محاولة وعرقلت 9 محاولات أخرى”.
بدورها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا شمال قطاع غزة تؤدي إلى تبخر الأجساد.
وقالت حماس -في بيان- إن “الشهادات المروّعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تُنفّذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدي إلى تبخر الأجساد؛ تشير بقوة إلى استخدام جيش الاحتلال الإرهابي أسلحة محرمة دوليا خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ 53 يوما في شمال القطاع”.
وطالبت هذه الحركة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية وتمكينها من دخول شمالي القطاع، والكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها جيش الاحتلال، وحقيقة ما يرتكبه من انتهاكات واسعة للقوانين الدولية بحق المدنيين العزل.
وأشارت حماس إلى أن العدوان المستمر على شمال القطاع منذ 53 يوما أدى إلى استشهاد ما يقرب من 3 آلاف مواطن وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين جلّهم من الأطفال والنساء.
استهداف عمال الإغاثة
في الأثناء، دانت منظمة “أنقذوا الأطفال” -بأشد العبارات- قصفا (إسرائيليا) على غزة أدى إلى مقتل أحد موظفيها، وطالبت بالتحقيق في هذه المسألة.
من جانبها، أعلنت منظمة الإغاثة العالمية “المطبخ المركزي” -ومقرها الولايات المتحدة- تعليق عملياتها في غزة بعد مقتل 3 من موظفيها في خان يونس جراء قصف إسرائيلي.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باستشهاد 5 فلسطينيين، بينهم 3 موظفين يعملون في المطبخ العالمي، إثر أطلاق 3 صواريخ على شارع صلاح الدين شرقي خان يونس.
وفي أبريل/نيسان، قتلت غارة جوية إسرائيلية 7 من موظفي شركة “وورلد سنترال كيتشن” وهم أسترالي و3 بريطانيين وأميركي شمالي وفلسطيني وبولندي. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف “مسلحا من حركة حماس بتلك الغارة.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت ما يزيد على 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يفوق 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع الفلسطيني المحاصر.