|

أعلن الجيش الإسرائيلي بدء المراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة في إطار ما سماها عملية “عربات جدعون 2″، حيث استهدف حي الزيتون بقصف جوي ومدفعي، في حين أفادت مصادر بمستشفيات قطاع غزة باستشهاد أكثر من 81 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في مؤتمر صحفي، مساء اليوم الأربعاء، إن القوات موجودة في ضواحي مدينة غزة، وستعمق عملياتها بواسطة قوات النخبة، مؤكدا أن المرحلة الثانية من عملية عربات جدعون قد بدأت بأوامر من المستوى السياسي.

وسيجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- مشاورات في مقر القيادة الجنوبية مع رئيس الأركان وعدد من الوزراء، غدا الخميس، لاعتماد الخطط النهائية لاحتلال مدينة غزة، وفقا لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى توتر بين الجيش والقيادة السياسية بسبب تسمية العملية “عربات جدعون 2″، إذ اعتبرتها “إشارة من رئيس الأركان إلى أن هذه ليست العملية الكبيرة التي أقرتها الحكومة”.

في تلك الأثناء، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش بدأ اليوم استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط سينضمون إلى 70 ألف جندي وضابط من الاحتياط سبق استدعاؤهم قبل أسبوعين في إطار الاستعدادات العسكرية لاحتلال مدينة غزة.

وقال مسؤول بالجيش الإسرائيلي لشبكة “إيه بي سي” الأميركية إن الجيش يواجه نقصا في عدد الجنود يتراوح بين 10 و12 ألف جندي، مشيرا إلى أنهم وجّهوا نداء للجاليات اليهودية في الخارج لسد هذا النقص الكبير.

عملية غير مسبوقة للقسام

من جانبها، نفذت المقاومة الفلسطينية اليوم عملية غير مسبوقة، حيث دفعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بفصيل مشاة كامل للإغارة على موقع لقوات الاحتلال شرقي خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقالت كتائب القسام إن العملية استمرت ساعات، وأدت لقتل جنود وقنص قائد دبابة، كما أعلنت أن أحد الاستشهاديين فجر نفسه في قوة الإنقاذ الإسرائيلية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن المقاتلين الفلسطينيين خرجوا من أنفاق بالمنطقة، وقال إن أحد جنوده أصيب بجراح بالغة في الهجوم، بينما تحدثت مصادر إسرائيلية عن إخفاق استخباري في التنبؤ بالهجوم، وحذرت من تزايد جرأة المقاتلين الفلسطينيين وتصاعد محاولاتهم لأسر جنود.

ونقل مواقع والا عن مسؤولين بالقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي أن عملية القسام في خان يونس صباح اليوم سبقها هجوم مشابه قبل يومين لم يُعلن عنه سابقا، إذ حاول 8 مسلحين أسر جنود إسرائيليين في بيت حانون شمالي قطاع غزة.

من جانبها، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من استهداف مقاتليها مقرا لجيش الاحتلال داخل مدرسة الفرقان جنوب شرقي حي الزيتون بمدينة غزة بقذائف الهاون.

تدمير حي الزيتون

وواصلت قوات الاحتلال توغلها في حي الزيتون جنوبي قطاع غزة لليوم الـ11، مع استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة من الحي.

وقال الدفاع المدني في غزة إن قوات الاحتلال دمرت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 450 منزلا وبناية في حي الزيتون، الذي يوصف بأنه أكبر أحياء البلدة القديمة في غزة.

وحذر الدفاع المدني من التبعات الإنسانية الخطيرة على السكان في المناطق التي يعيد الجيش الإسرائيلي اجتياحها، مبينا أن طواقمه تتلقى نداءات استغاثة على مدار الساعة من مواطنين محاصرين في تلك المناطق، خاصة في حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة وفي جباليا شمالي القطاع وخان يونس جنوبا.

في غضون ذلك، وثقت مصادر في مستشفيات قطاع غزة استشهاد ما لا يقل عن 81 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم، منهم 30 من منتظري المساعدات.

وفي مجزرة واحدة، استشهد 12 شخصا جراء استهداف قوات الاحتلال عناصر تأمين البضائع وطالبي المساعدات قرب محور زيكيم شمالي قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية.

وأفادت مصادر في مستشفى الشفاء باستشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

حرب التجويع

في الوقت نفسه، تشتد حرب التجويع الإسرائيلية ضد سكان غزة، حيث قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في القطاع تضاعف 3 مرات.

بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إن العائلات في قطاع غزة “لا تواجه الجوع فقط بل تواجه الموت جوعا”.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 3 أشخاص جراء التجويع خلال 24 ساعة، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا منذ بداية الحرب إلى 269 شهيدا، بينهم 112 طفلا.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 156 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + الصحافة الفلسطينية

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version