|

في مشهد يعكس المأساة الإنسانية المتفاقمة، يواصل أهالي قطاع غزة مواجهة خطر الموت جوعا بعد مرور أكثر من 140 يوما على الإغلاق الكامل للمعابر.

عدد السكان المهددين بالجوع في قطاع غزة يتجاوز مليوني إنسان (الأناضول)

ومع استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية، تتوالى التحذيرات من دخول القطاع مرحلة المجاعة الجماعية، وسط صمت دولي متواصل.

فلسطينيون يسألون الطعام من مطبخ خيري وسط أزمة الجوع في قطاع غزة (رويترز)

ووفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فقد استُشهد أكثر من 900 شخص وأُصيب نحو 6 آلاف آخرين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء أو البحث عن لقمة العيش في ظروف بالغة القسوة.

وزارة الصحة في غزة تعلن استشهاد أكثر من 900 شخص وإصابة نحو 6 آلاف أثناء بحثهم عن الغذاء (رويترز)

وأكدت الوزارة أن 71 طفلا على الأقل فقدوا حياتهم بسبب الجوع وسوء التغذية، في وقت يتجاوز فيه عدد من يواجهون خطر الجوع في القطاع مليوني إنسان.

الجوع يفتك بأهالي غزة (مواقع التواصل)

وشهد اليوم السبت استشهاد 63 شخصا وإصابة العشرات من طالبي المساعدات، وفق ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في استمرار واضح لسياسة الاستهداف المباشر للمدنيين.

ضحايا استُهدفوا بنيران إسرائيلية قرب مركز إغاثة عند محاولة الحصول على المساعدات (رويترز)

كما حذر المكتب من أن القطاع بات “على أعتاب الموت الجماعي” بفعل استمرار الحصار ومنع الإمدادات، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل استخدام التجويع سلاحا جماعيا.

أهالي غزة يتظاهرون احتجاجا على الجوع في حي الرمال (الفرنسية)

وقد أدى منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع، في ظل عجز المستشفيات عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية للمرضى والمصابين.

فلسطينيون أصيبوا بنيران إسرائيلية في غزة قرب مركز مساعدات (رويترز)

وتقول وزارة الصحة، إن هذا الانهيار يفاقم من أعداد الضحايا، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد، لا سيما عند الأطفال والرضع.

زينب أبو حليب طفلة فلسطينية عمرها خمسة أشهر، مصابة بسوء التغذية الحاد (رويترز)

وفي الوقت الذي تحذر فيه المنظمات الدولية من وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق، لا تزال المساعدات الإغاثية مكدّسة في المعابر المغلقة، دون إذن بالدخول.

أونروا: المساعدات الغذائية لا تزال عالقة عند المعابر (غيتي)

ووفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن كميات كبيرة من المواد الغذائية الجاهزة للتوزيع لا تزال في مخازنها بمدينة العريش المصرية، دون السماح لها بالدخول إلى المحتاجين في القطاع المحاصر.

معبر إيريز (غيتي)

ورغم المناشدات المتكررة، لم تُحرّك القوى الدولية ساكنا أمام ما تصفه منظمات حقوقية بـ”جريمة حرب تُرتكب على مرأى العالم”، وسط استخدام واضح لتجويع السكان كأداة عقاب جماعي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

احتجاج الصحفيين على التجويع في حي الرمال بمدينة غزة (الفرنسية)

وفي ظل هذه الأوضاع، تتصاعد المطالبات الشعبية والرسمية بضرورة التحرك العاجل لفك الحصار وفتح المعابر والسماح بدخول الإغاثة، في محاولة أخيرة لوقف انهيار شامل يهدد حياة الملايين من المدنيين العزّل في قطاع غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version