تُعقد اليوم الجمعة في إيطاليا الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية بشأن البرنامج النووي، وسط تعثّر المفاوضات عند ملف تخصيب اليورانيوم.
وتُعد هذه المحادثات، التي تجري بوساطة عُمانية، أعلى مستوى من التواصل بين واشنطن وطهران منذ اتفاق 2015 النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى.
وتبقى مسألة تخصيب اليورانيوم النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات.
وعشية المحادثات، أعلنت إيران استعدادها للانفتاح على “مزيد من عمليات التفتيش” لمنشآتها النووية.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي إن بلاده واثقة من “الطبيعة السلمية” لبرنامجها النووي، مؤكدا أنه “لا مشكلة من حيث المبدأ” في السماح بمزيد من عمليات التفتيش.
وأضاف عراقجي أن “خلافات جوهرية” لا تزال قائمة مع الولايات المتحدة، محذرا من أنه إذا أصرت واشنطن على منع إيران من تخصيب اليورانيوم “فلن يكون هناك اتفاق”.
وشدّد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف على أن واشنطن “لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب”، مما قوبل برفض إيراني، إذ تؤكد طهران تمسّكها بحقها في برنامج نووي مدني وتعتبر الشرط الأميركي مخالفا لاتفاق 2015.
من جهته، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إن إيران لا تنتظر إذنا من “هذا أو ذاك” لتخصيب اليورانيوم، معربا عن شكوكه في أن تفضي المباحثات مع الولايات المتحدة إلى “أي نتيجة”.
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وتُعقد المحادثات اليوم قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في يونيو/حزيران المقبل بفيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصا إلى النشاطات النووية الإيرانية.
وردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران والدول الكبرى (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة قبل انسحابها)، بدأت طهران تدريجيا بالتخلّي عن التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.
وحدد الاتفاق الدولي عام 2015 مع طهران سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67%، إلا أن إيران تخصب حاليا حتى 60%، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري.