شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من التفاعل الواسع عقب الضربة العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، حيث تركزت التساؤلات حول الخيارات المتاحة أمام طهران في المرحلة المقبلة.

وتنوعت الآراء بين مغرّدين وكتّاب سياسيين عبر المنصات الرقمية، بين من يرى أن الرد العسكري أصبح حتميا، ومن يدعو إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي.

في هذا السياق، يرى الكاتب السياسي فايد أبو شمالة أن انتهاء الملف النووي الإيراني -مؤقتا- يفرغ الساحة من أي مبرر أميركي لاستمرار التصعيد العسكري، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله: “حان وقت السلام”. غير أن هذا “السلام”، حسب تعبيره، لا يناسب الكيان إسرائيل التي ستجد نفسها عالقة في مواجهة غير مباشرة مع إيران، بعد أن باتت خيوط اللعبة في يدها.

ويتوقّع أبو شمالة أن الولايات المتحدة قد تعود مجددا إلى مسار التفاوض السياسي، خصوصا بعد أن أُزيحت “العقدة الكبرى” عبر ضرب المنشآت النووية، وقد تقدم واشنطن لإيران عروضًا مغرية تشمل رفع العقوبات مقابل وقف البرنامج النووي، وعدم تهديد مصالح أميركا أو إسرائيل.

في المقابل، يرى محللون آخرون أن إيران ستُبقي ورقة استهداف المصالح الأميركية في المنطقة كورقة ضغط، حيث يتكفل الحوثيون في اليمن بتوجيه ضربات للوجود الأميركي في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، في رسائل ضمنية تؤكد أن طهران تمتلك حلفاء جاهزين لخوض حرب استنزاف بالوكالة.

من جهة أخرى، أشار الباحث السياسي سعيد زياد إلى أن إسرائيل بدأت التشكيك في فعالية الضربة الأميركية على مفاعل فوردو، مشيرة إلى “أضرار بليغة فقط”، وهو ما يُعد تلويحا بضرورة ضربة أميركية ثانية أكثر حسما.

ورأى مغردون أن الضربة الأميركية أعطت شعورا مؤقتا بالانتصار لكل من نتنياهو وترامب، لكن تداعياتها ستكون كارثية، حيث وضعت إيران في موقع يمكّنها من التحكم في ردود الفعل وطريقة العقاب تجاه إسرائيل.

وتحدث آخرون عن خيارات صعبة أمام إيران، أولها الرد العسكري على الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة قد تهدد الكيان الإيراني وتحول جغرافيته إلى ساحة معركة، أما الخيار الثاني، أي عدم الرد، فقد يُفسَّر سياسيًا بأنه تهدئة، لكنه يُعد عسكريًا بمثابة فتح الباب أمام هجمات جديدة قد تجعل إيران مستباحة.

وفي هذا الإطار، أشار مدوّنون إلى أن إيران تتجه نحو حرب استنزاف مفتوحة قد تمتد من شهرين إلى 6 أشهر، مع فرض رقابة مشددة على مضيق هرمز، مستندة في ذلك إلى أنها ليست طرفا في معاهدة قانون البحار، مما يمنحها مبررا قانونيا للتحكم في هذا الممر الملاحي الإستراتيجي.

كما أضافوا أن إيران قد تلجأ إلى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مبررة ذلك بأن المعاهدة لم توفر الحماية لمنشآتها، وهو ما يمكن أن يُستخدم كورقة ضغط إضافية في المحافل الدولية.

ويرى مدوّنون أن إسرائيل تخشى حرب استنزاف طويلة الأمد، وتفضّل الآن خيار “الصمت مقابل الصمت”، معتبرين أن الضربة الأميركية جاءت كمحاولة عاجلة لوقف الهجمات الإيرانية، التي لم تعد إسرائيل قادرة على تحملها.

وفي السياق ذاته، توقّع آخرون أن تبدأ إسرائيل البحث عن أهداف جديدة لتبرير فشلها في المواجهة الحالية، وربما تسعى إلى الانسحاب منها بعد تحقيق مكاسب محددة.

ويرى مدونون آخرون أن الخيار الأفضل أمام إيران هو التوجّه السريع نحو حل سياسي، يتضمّن انسحابًا منظمًا من معاهدة حظر الانتشار النووي، دون تصعيد عسكري مباشر، وذلك لتفويت الفرصة على نتنياهو في جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة شاملة.

ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل هجمات على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version