بعد هزيمة إنجلترا الثقيلة في بيرث على مدار يومين، وتتبعها بسحق مماثل استمر أربعة أيام في بريسبان – حيث لم يفزوا بمباراة اختبار منذ عام 1986 – يلقي مايكل أثرتون نظرة على الأخطاء التي ارتكبوها والإيجابيات التي يمكنهم استخلاصها قبل المواجهة الثالثة في سلسلة الرماد في أديليد في 17 ديسمبر. تعتبر سلسلة الرماد (The Ashes) من أهم الأحداث في عالم الكريكيت، وتلقي هذه الهزائم بظلال من الشك على فرص إنجلترا في المنافسة.
في بعض الأحيان، يجب أن تخوض معركة شرسة لكسب الحق في الهجوم واللعب بقوة. هذا لا يعني أن تكون دفاعيًا على الإطلاق. فالقدرة على التحول بين الأسلوبين الهجومي والدفاعي هي علامة على فريق كريكيت متكامل.
تحليل أداء إنجلترا في سلسلة الرماد
لا يرغب أثرتون في رؤية إنجلترا تعود إلى فريق دفاعي ينكمش ولا يسعى لتحقيق الأهداف، لذلك فإن وجود هذا النهج كجوهر أساسي أمر جيد. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك توازن بين الدفاع والهجوم. فالاعتماد المفرط على أسلوب واحد قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
أفضل الفرق دائمًا ما تسعى إلى الضغط على الخصم. ولكن ليس من علامات الضعف التراجع في بعض الأحيان، خاصة في أستراليا حيث تكون الملاعب أكثر ارتدادًا. فالقدرة على التكيف مع ظروف الملعب هي ميزة تنافسية مهمة.
يمكن لإنجلترا أن تنظر إلى الشراكة بين بن ستوكس وويل جاكس في اليوم الأخير في بريسبان كمثال. النموذج موجود، وأكرر، هذا لا يتعلق باللعب السلبي بل باحترام الظروف والوضع في بعض الأحيان. فالمرونة التكتيكية ضرورية لتحقيق النجاح في الكريكيت.
نقاط الضعف التي يجب على إنجلترا معالجتها
بعد بعض الخروج في هذه المباراة، مثل خروج زاك كراولي، يجب الجلوس والتحدث عن كيفية اللعب على الكرات المرتفعة في أستراليا، وكذلك مع أولي بوب. يجب التأكيد على ضرورة التحلي بالحذر تجاه الكرات التي ليست كاملة.
بالنسبة لهاري برووك، هناك مواقف يجب عليه فيها استغلال تفوقه والضغط على الخصم. إنه لاعب جيد جدًا لكي يخرج بالطريقة التي خرج بها أمام ميتشل ستارك في الجولة الأولى. فالاستفادة من الفرص المتاحة هي علامة على اللاعب المحترف.
إذا أضفنا إلى ذلك خروج برووك في الجولة الأولى، وخروج بوب وكراولي في الجولة الثانية، بالإضافة إلى الفرص الضائعة والأداء الضعيف في الرمي، فإن إنجلترا منحت أستراليا ما لا يقل عن 150 نقطة مجانية. فالتقليل من الأخطاء هو مفتاح تحسين الأداء.
إن خيبة الأمل الحقيقية حتى الآن هي أن هذا ليس فريق أسترالي قويًا بشكل استثنائي، لكنهم لعبوا بقوة وقدرة أكبر. على أساس الأدلة حتى الآن، فإن إنجلترا قد فشلت في تحقيق التوقعات.
أهمية القيادة في مواجهة الهزائم المتتالية
القيادة مهمة للغاية الآن، وأعتقد أن إنجلترا ممتازة في هذا الصدد. يجب على المدرب بريندون ماكولوم ألا يتأثر بآراء وسائل الإعلام وانتقاداتها، بل يجب أن يتأثر بنقاط الضعف التي تظهر في الملعب. فالتركيز على الأداء هو الأهم.
يجب على إنجلترا أن تتحسن في الرمي. أعتقد أنهم يلجأون إلى الرمي القصير بسرعة كبيرة وبشكل متكرر. أظهر لاعبو الرمي الأستراليون الطريقة الصحيحة، وهي مهاجمة الضارب بشكل محكم ثم اللجوء إلى الرمي القصير عند الحاجة. فالدقة والتحكم هما أساس الرمي الجيد.
تخطط إنجلترا الآن للذهاب إلى نووسا لبضعة أيام، ولا أرى أي مشكلة في ذلك. كان هذا جزءًا من خطة الرحلة مسبقًا، ولا يوجد سبب يمنع الفريق من الاسترخاء بعد مباراة اختبار، مع التأكيد على ضرورة التصرف بحكمة.
عندما يصلون إلى أديليد، يجب عليهم إعادة التركيز والعمل بجد لتحسين أدائهم. فالتحضير الجيد هو مفتاح النجاح.
مستقبل سلسلة الرماد
من المتوقع أن تشهد الجولة الثالثة من سلسلة الرماد في أديليد منافسة قوية. يجب على إنجلترا معالجة نقاط الضعف التي ظهرت في المباراتين السابقتين، والتركيز على اللعب الجماعي والروح القتالية.
سيكون من المهم أيضًا مراقبة حالة الطقس وتأثيرها على الملعب. فالظروف الجوية قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتيجة المباراة.
بشكل عام، فإن مستقبل سلسلة الرماد لا يزال غير مؤكد. يجب على إنجلترا أن تبذل قصارى جهدها لتحقيق الفوز في المباريات المتبقية، ولكنها ستواجه تحديًا كبيرًا من فريق أسترالي قوي ومتحمس.

