خضع نادي ليفربول لانتقادات حادة بعد الهزيمة المذلة 4-1 أمام PSV أيندهوفن في دوري أبطال أوروبا، مما زاد الضغط على المدرب آرنه سلوت. يتحدث جيمي كاراجر، المحلل الرياضي، عن أن وضع سلوت ليس ميؤوسًا منه بعد، ولكن يعتقد أن الفريق قد يشهد لمحة عن مستقبله بدون نجومه محمد صلاح، فيرجيل فان دايك، وأليسون بيكر. هذه الهزيمة هي التاسعة للفريق في آخر 12 مباراة، مما أثار تساؤلات حول مستقبل المدرب وقدرة الفريق على العودة إلى مستواه المعهود. ليفربول يواجه تحديات كبيرة في الفترة الحالية.
هل باتت مهمة آرنه سلوت في ليفربول على المحك؟
على الرغم من الهزيمة القاسية، يؤكد جيمي كاراجر أن نادي ليفربول ليس من الأندية التي تلجأ إلى إقالة المدربين بسهولة. تاريخ النادي يظهر أنه لم يقيل مدربًا فاز بالدوري أبدًا، بل شهد استقالات بعد فترات من النجاح. ومع ذلك، يعترف كاراجر بأن الهزائم المتتالية قد تدفع الصبر إلى الحافة، خاصة وأن العديد من المشجعين بدأوا في التعبير عن قلقهم بشأن أداء الفريق ومستقبل المدرب.
يضيف كاراجر: “أنا غاضب من أداء اللاعبين. أرى أنهم لم يظهروا المستوى المطلوب، وأن الفريق يعتمد بشكل كبير على صلاح وفان دايك وأليسون. لكن الوضع يصل إلى مرحلة يصبح فيها تحمل المسؤولية أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة لأي مدرب.”
تراجع أداء اللاعبين الأساسيين
يشير المحللون إلى أن تراجع أداء اللاعبين الأساسيين في الفريق، مثل فيرجيل فان دايك ومحمد صلاح، له تأثير كبير على نتائج ليفربول. فقد ارتكب فان دايك ركلة جزاء في مباراة PSV، بينما لم يتمكن صلاح من تسجيل أو صناعة أي هدف، في ظل غياب الحارس أليسون. هذا الأمر يضع المزيد من الضغط على المدرب لإيجاد حلول بديلة وتعزيز خطوط الفريق.
ويقول كاراجر: “هذه قد تكون لمحة عن مستقبل ليفربول بعد رحيل صلاح وفان دايك وأليسون. الفريق بحاجة إلى بناء جيل جديد من اللاعبين القادرين على حمل المسؤولية وتحقيق الانتصارات.”
مستقبل الفريق والإعتماد على النجوم
يرى كاراجر أن التحول الذي بدأه يورغن كلوب في عام 2018، والذي شهد وصول صلاح وفان دايك وأليسون، كان له دور حاسم في عودة ليفربول إلى القمة. ولكن مع تراجع مستوى هؤلاء اللاعبين، يواجه المدرب الحالي صعوبة في الحفاظ على الفريق في مستوى تنافسي. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق متزايد بشأن لياقة أليسون، الذي يتعرض للإصابات بشكل متكرر.
يتساءل كاراجر، “هل يمكن للاعبين الآخرين في الفريق أن يرفعوا مستوى أدائهم ويملأوا الفراغ الذي يتركه النجوم؟ أم أن الفريق سيستمر في المعاناة حتى يتمكن من إيجاد بدائل مناسبة؟” ويضيف أن صلاح وفان دايك بحاجة إلى تحمل مسؤولية قيادة الفريق وتقديم حلول للأزمة الحالية، سواء على أرض الملعب أو من خلال التحدث إلى الجماهير وتهدئتهم.
من ناحية أخرى، يرى ستيفن جيرارد، قائد ليفربول السابق، أن الفريق لم يصل بعد إلى مرحلة “الأزمة” الحقيقية، ولكنه يقترب منها تدريجيًا. ويؤكد أن الهزائم المتتالية، خاصة بالأسلوب الذي حدثت به، تضع الفريق في موقف صعب للغاية. ومع ذلك، يرفض جيرارد وصف الوضع بأنه أزمة، مشيرًا إلى أن الفريق لا يزال يضم لاعبين مميزين، وأنهم نجحوا في الفوز بالدوري مؤخرًا.
ويقول جيرارد: “ليفربول يمر بفترة صعبة، ولكن لا يزال لديه القدرة على العودة إلى المسار الصحيح. الفريق بحاجة إلى استعادة ثقته بنفسه وإيجاد حلول للمشاكل الدفاعية والهجومية.”
ماذا بعد؟
من المتوقع أن يجتمع مجلس إدارة ليفربول في الأيام القادمة لمناقشة أداء الفريق وتقييم وضع المدرب آرنه سلوت. السؤال المطروح هو: هل سيمنح المجلس المدرب المزيد من الوقت لإثبات نفسه، أم أنه سيلجأ إلى تغيير المدرب في محاولة لإنقاذ الموسم؟ النتائج في المباريات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل سلوت مع النادي، وستكون الأعين شاخصة على أداء الفريق في المباريات الحاسمة في الدوري ودوري أبطال أوروبا. ستكون الفترة القادمة مهمة جدًا لتحديد مسار ليفربول في هذا الموسم وما يليه.

