تداولت أخبار مؤثرة حول لاعب كرة القدم الشاب، ريس بينيت، مدافع مانشستر يونايتد، الذي كشف عن معاناته بعد فقدان والده بشكل مأساوي. هذه القصة تثير اهتمامًا واسعًا في الأوساط الرياضية والنفسية، وتسلط الضوء على أهمية الصحة النفسية والتعامل مع الحزن، حتى بين الأشخاص الذين يبدون في قمة حياتهم. يشارك بينيت تجربته الشخصية لتشجيع الآخرين على طلب المساعدة والتحدث عن مشاعرهم.

ريـس بينيت، البالغ من العمر 22 عامًا، كان قائدًا لفريق الشباب في مانشستر يونايتد عندما حققوا الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب قبل سنوات قليلة. ومع ذلك، توقف مسيرته الكروية الواعدة بشكل مفاجئ في وقت سابق من هذا العام بسبب وفاة والده، ديفيد، وانتحاره. يتحدث بينيت بصراحة عن الفترة الصعبة التي مر بها وكيف تعلم التعامل مع فقدان والده.

التعامل مع مشاعر الحزن والفقدان

أعرب ريس بينيت عن صعوبة وصف المشاعر التي انتابته في الأيام الأولى بعد تلقي الخبر المفجع. على الرغم من أنه لا يعتبر نفسه شخصًا عاطفيًا بشكل مفرط، إلا أنه وصف هذه الأيام بأنها الأسوأ في حياته. ومع مرور الوقت، بدأ يرى أن تجنب الشعور بهذا الألم الشديد قد يكون دافعًا لمواجهة الصعاب.

صرح بينيت بأنه بعد أسبوعين من الحادث، شعر بأنه لا يمكنه أن يشعر بهذا السوء مرة أخرى. هذا الإدراك منحه سببًا للمضي قدمًا وعدم الاستسلام. وأضاف أن تجاوز هذه المحنة منحه هدفًا وتركيزًا أقوى لتحقيق طموحاته وأحلامه، مؤكدًا أن هذه التجربة عززت إرادته للتغلب على التحديات.

أهمية التحدث عن المشاعر وطلب المساعدة

شدد ريس بينيت على أهمية التحدث عن المشاعر، مشيرًا إلى أن مجرد التعبير عما تشعر به يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك النفسية. وأضاف أن هناك وصمة عار مرتبطة بالحديث عن المشاعر، خاصة بين الرجال، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم لطلب المساعدة.

وأوضح بينيت أنه في البيئة الرياضية، غالبًا ما يشعر اللاعبون بالضغط لإظهار قوة وشجاعة، مما يمنعهم من التحدث عن مشاكلهم. لكنه أكد على أن التحدث عن المشاعر ليس علامة ضعف، بل هو علامة على الشجاعة والمسؤولية تجاه الذات والآخرين.

الدعم الذي تلقاه بينيت وأثره

أكد ريس بينيت على الدعم الهائل الذي تلقاه من نادي مانشستر يونايتد وعائلته وأصدقائه بعد وفاة والده. وأوضح أن النادي أتاح له الفرصة للعودة إلى التدريب متى شعر بالاستعداد، دون أي ضغوط أو شروط.

وأشاد بينيت بمرونة النادي وتفهمه لظروفه، مشيرًا إلى أن هذا الدعم كان له أثر كبير على تعافيه النفسي والعودة إلى ممارسة كرة القدم. وأضاف أنه محظوظ بوجود عائلة وأصدقاء يقفون إلى جانبه ويدعمونه في جميع الظروف.

في هذه الفترة، لجأ بينيت أيضًا إلى هوايات جديدة مثل عمل DJ للمساعدة في صرف انتباهه وتخفيف الضغط النفسي. يرى أن تنويع الأنشطة يعزز من الثقة بالنفس ويساعد على الحفاظ على التوازن في الحياة.

الدروس المستفادة من هذه التجربة

أفاد ريس بينيت بأن هذه التجربة غيرت نظرته إلى الحياة وجعلته أكثر تقديرًا للأشياء الصغيرة. وأوضح أنه أصبح أكثر تواضعًا وامتنانًا لما يملك، وأنه يحاول أن يستفيد من كل لحظة في حياته.

وأضاف أن هذه التجربة علمته أن الحياة قصيرة وأننا يجب أن نعيشها بكل ما فيها من أفراح وأحزان. وأكد على أهمية أن نكون متفائلين وأن نسعى لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، حتى في أصعب الظروف.

كما شدد على أهمية التحقق من أحوال الآخرين، حتى أولئك الذين يبدون سعداء وناجحين. وأضاف أن مجرد سؤال بسيط عن حال شخص ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياته.

ختم بينيت رسالته بتأكيد أن طلب المساعدة ليس عيبًا، وأن هناك العديد من الأشخاص الذين يهتمون بك ويريدون مساعدتك. وأنه لا يوجد حدود زمنية لتقديم الدعم والمساعدة، وأن أي شخص يحتاج إليها يمكنه الحصول عليها متى أشاء.

من المتوقع أن يستمر ريس بينيت في رحلة التعافي والعودة إلى الملاعب. من المرجح أن يقوم النادي بتقييم لياقته البدنية في أقرب وقت ممكن، وقد يتم إعارته إلى فريق آخر في يناير لاكتساب المزيد من الخبرة. يجب مراقبة تطور حالته البدنية والنفسية، ومدى قدرته على التكيف مع الظروف الجديدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version