اعتذر لوكاس باكيتا، لاعب وست هام يونايتد، عن البطاقة الحمراء التي تلقاها في مباراة فريقه ضد ليفربول، لكنه انتقد بشدة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في بيان غاضب، متهمًا إياه بالافتقار إلى “الدعم النفسي”. جاءت البطاقة الحمراء في الدقيقة 84 من المباراة، بينما كان وست هام متخلفًا بنتيجة 1-0 ولا يزال بإمكانه العودة في اللقاء، بعد أن حصل باكيتا على إنذارين متتاليين بسبب اعتراضه على قرارات الحكم دارين إنجلاند. لوكاس باكيتا رفض الابتعاد عن الحكم رغم محاولات زملاءه في الفريق، وحتى مواطنه أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول، مما أدى إلى طرده.
يأتي هذا الحادث بعد فترة قصيرة من تبرئة باكيتا في أغسطس الماضي من تهمة التلاعب بنتائج المباريات، وذلك بعد تحقيق أجراه الاتحاد الإنجليزي. وكان اللاعب البرازيلي قد عاد للتو من الإيقاف لمدة مباراة واحدة بسبب تراكم خمس بطاقات صفراء هذا الموسم.
رد فعل باكيتا والانتقادات الموجهة للاتحاد الإنجليزي
عبر باكيتا عن غضبه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث رد على مقطع فيديو نشره سكاي سبورتس للحادثة. واصفًا ردة فعله بأنها “مضحكة”، قال باكيتا: “من المضحك أن تتأثر حياتك ومسيرتك لمدة عامين دون أي دعم نفسي من الاتحاد”. وأضاف: “ربما هذا السلوك المضحك (كما وصفه) هو مجرد انعكاس لكل ما اضطررت لتحمله، ويبدو أنني مضطر للاستمرار في تحمله! أنا آسف إذا لم أكن مثاليًا.”
لاحقًا، نشر باكيتا اعتذارًا منفصلاً لفريق وست هام عن سلوكه. وقال: “أتفهم أنني قد أظهر الآن كالشخص السيئ، ومن الصعب التعايش مع كل ما حدث في حياتي ونفسيتي! سأستمر في المحاولة لضمان ألا يؤثر ذلك عليّ أكثر من ذلك. هذا لا يبرر طردي، ولهذا أعتذر للجماهير وزملائي في الفريق!”
تحقيق الاتحاد الإنجليزي السابق وتداعياته
في العام الماضي، خضع باكيتا لتحقيق من قبل الاتحاد الإنجليزي بشأن أربع حالات تلقى فيها بطاقات صفراء، وسط اتهامات بالتلاعب بنتائج المباريات. وشملت هذه الحالات مباريات ضد ليستر سيتي في نوفمبر 2022، وأستون فيلا في مارس 2023، وليدز يونايتد في مايو 2023، وبورنموث في أغسطس الماضي. وقد نفى باكيتا هذه الاتهامات بشدة.
بعد تبرئته، صرح باكيتا: “منذ اليوم الأول لهذا التحقيق، حافظت على براءتي من هذه الاتهامات الخطيرة للغاية”. لكن يبدو أن هذه التجربة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا على اللاعب، وهو ما أشار إليه في بيانه الأخير.
ردود الفعل الأخرى وتصريحات المدرب
رفض نونو إسبيريتو سانتو، مدرب وست هام، التعليق على البطاقة الحمراء التي حصل عليها باكيتا مباشرة بعد المباراة، معربًا عن رغبته في التحدث مع اللاعب أولاً قبل إصدار أي تصريحات. وقال نونو: “أريد التحدث معه أولاً ومحاولة فهم ما حدث. من غير العادل الإدلاء بتعليق دون التحدث إليه”. وأضاف: “من الصعب اللعب بنقص عددي ضد فريق مثل ليفربول.”
وقد تواصلت سكاي سبورتس نيوز مع الاتحاد الإنجليزي للحصول على تعليق، لكن لم يتم تلقي رد حتى الآن. من المتوقع أن يصدر الاتحاد الإنجليزي بيانًا رسميًا في وقت لاحق، ربما بعد مراجعة تقرير المباراة.
تأتي هذه الأحداث في وقت حساس بالنسبة لـ لوكاس باكيتا وفريقه، حيث يسعى وست هام لتحسين نتائجه في الدوري الإنجليزي الممتاز. كما أن هذه القضية قد تلقي بظلالها على مستقبله مع الفريق، خاصة إذا قرر الاتحاد الإنجليزي فتح تحقيق جديد في سلوكه.
من المرجح أن يراجع الاتحاد الإنجليزي سلوك باكيتا في ضوء تصريحاته الأخيرة، وقد يفرض عليه عقوبات إضافية إذا تبين أنه قد ارتكب أي مخالفات. من المهم متابعة تطورات هذا الأمر لمعرفة ما إذا كان سيؤثر على مسيرة باكيتا الكروية. كما يجب الانتباه إلى رد فعل الاتحاد الإنجليزي على اتهامات اللاعب بالإهمال في توفير الدعم النفسي له.
الوضع الحالي يتطلب من الاتحاد الإنجليزي التعامل بحذر وشفافية مع هذه القضية، مع مراعاة الجوانب النفسية للاعب. من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأن العقوبات المحتملة في غضون أيام قليلة، مع الأخذ في الاعتبار تقرير الحكم والملاحظات الأخرى ذات الصلة. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الحادث سيؤدي إلى تغييرات في طريقة تعامل الاتحاد مع اللاعبين الذين يواجهون اتهامات أو تحقيقات.

