أكد روبن أموريم، مدرب نادي مانشستر يونايتد، أن أيام الاعتماد على خطة لعب 3-5-2 قد ولت، وكشف عن سبب تأخره في تغيير التشكيلة الأساسية لفريقه. وأوضح أموريم أنه تجنب إجراء تغييرات في التشكيلة في وقت سابق حتى لا يشعر اللاعبون بأنه يستسلم لضغوط وسائل الإعلام. هذا التحول في التكتيك يأتي بعد فترة من الانتقادات اللاذعة للفريق، ويسعى أموريم من خلاله إلى تحقيق الاستقرار والنتائج الإيجابية.

بدأ أموريم بخطة 4-2-3-1 لأول مرة كمدرب لمانشستر يونايتد في الفوز على نيوكاسل يونايتد في يوم الملاكمة، وذلك في ظل غياب عدد من اللاعبين الرئيسيين بسبب الإصابة والمشاركة في كأس الأمم الأفريقية. وقد جاء هذا التغيير بعد إشارات إلى مرونة متزايدة في أداء الفريق خلال الأسابيع الأخيرة. ويدل هذا التغيير على رغبة المدرب في التكيف مع الظروف المتغيرة وإيجاد حلول تكتيكية جديدة.

تطورات خطة اللعب في مانشستر يونايتد

لطالما كان أموريم، البالغ من العمر 40 عامًا، صامدًا في وجه التدقيق المكثف بشأن عدم رغبته في تغيير تشكيلته، على الرغم من النتائج المخيبة للآمال التي أدت إلى احتلال فريقه المركز الخامس عشر في الدوري الموسم الماضي. وأصر على أنه لن يجري أي تغيير إلا في الوقت الذي يراه مناسبًا، حتى لو كلفه ذلك منصبه. ومع ذلك، يبدو أن الظروف الحالية قد أجبرته على إعادة النظر في هذا الموقف.

أقر أموريم بأن توفر اللاعبين قد أجبره على تغيير خططه إلى حد ما، ولكنه يعتقد أن فريقه الآن مستعد للتغيير لأنه يفهم فلسفته. وأضاف قبل المباراة ضد وولفرهامبتون واندررز في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي ستُعرض مباشرة على Sky Sports: “عندما توليت المسؤولية الموسم الماضي، أدركت أنني ربما لا أملك اللاعبين المناسبين للعب بهذه الخطة بشكل جيد، لكنه كان بداية العملية.”

ويسعى الفريق إلى بناء هوية واضحة، ويرى أموريم أن الوقت الحالي مختلف. وأوضح: “لا يوجد لدينا الكثير من اللاعبين، لذلك نحتاج إلى التكيف، لكنني أعلم الآن أنهم يفهمون سبب التغيير. هذا ليس بسبب ضغوطكم [الصحفيين] أو الجماهير، بل لأنه الآن نفهم الطريقة التي نريد أن نلعب بها، والمبادئ هي نفسها. يمكننا تغيير الخطة.”

المرونة التكتيكية كعامل حاسم

يرى أموريم أن الفريق سيصبح أفضل من خلال عدم الاعتماد الدائم على خطة 3-5-2، خاصةً عندما يعود جميع اللاعبين. وأكد: “أعتقد أننا سنصبح فريقًا أفضل لأنه عندما يعود جميع اللاعبين، لن نلعب طوال الوقت بثلاثة مدافعين. سنتحسن. هذا ما كنت أتحدث عنه.”

لكنه حذر أيضًا من أن التغيير المستمر في التشكيلة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وأوضح: “ولكن عندما تتحدثون [الصحفيون] باستمرار عن تغيير الخطة، لا يمكنني التغيير لأن اللاعبين سيفهمون أنني أفعل ذلك بسببكم. أعتقد أن هذه هي النهاية للمدرب. عندما نلعب بشكل جيد في خطتنا، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للتغيير، إذا كان ذلك أفضل للفوز في المباراة التالية. هذا ما فعلناه [ضد نيوكاسل].”

تعتبر هذه التصريحات بمثابة اعتراف ضمني بأن خطة اللعب السابقة لم تكن مثالية، وأن الفريق بحاجة إلى مزيد من المرونة التكتيكية للتغلب على المنافسين. ويأتي هذا التحول في وقت حرج بالنسبة لمانشستر يونايتد، الذي يسعى إلى استعادة مكانته في الدوري الإنجليزي الممتاز والتأهل للمسابقات الأوروبية.

تحليل: تكيف أم تراجع محرج؟

يرى خبراء Sky Sports أن قرار أموريم بتغيير التشكيلة قد يكون متأخرًا بعض الشيء. ففي حين أن الظروف الحالية، مثل غياب اللاعبين الرئيسيين، قد تكون قد أجبرته على اتخاذ هذا القرار، إلا أن هناك تساؤلات حول سبب عدم إجراء هذا التغيير في وقت سابق.

ويشير التحليل إلى أن أموريم كان يخشى أن يُنظر إلى التغيير على أنه استسلام لضغوط وسائل الإعلام، وهو ما قد يقوض سلطته كمدرب. ومع ذلك، يرى البعض أن هذا الخوف كان مبالغًا فيه، وأن الفريق كان بحاجة إلى التغيير منذ فترة طويلة.

ويذكر التحليل أيضًا أن أموريم قد أضاع فرصًا عديدة لتغيير التشكيلة في الماضي، مثل المباراة ضد جريمسبي في أغسطس، حيث تم إجبار ماسون ماونت على اللعب في مركز غير مألوف. ويطرح هذا التساؤل حول ما إذا كان أموريم قد أصر على خطته السابقة لفترة طويلة جدًا، على الرغم من الأدلة التي تشير إلى أنها لم تكن فعالة.

في الختام، من المتوقع أن يواصل أموريم تقييم أداء فريقه وتعديل خططه التكتيكية حسب الحاجة. وسيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة اللاعبين للتغييرات الجديدة، وما إذا كانت ستؤدي إلى تحسين النتائج. ومن غير المؤكد ما إذا كان هذا التغيير في التكتيك سيكون كافيًا لإعادة مانشستر يونايتد إلى القمة، ولكن من الواضح أنه يمثل خطوة مهمة في محاولة أموريم لإعادة بناء الفريق وتحقيق النجاح.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version