يثير استبعاد محمد صلاح من التشكيلة الأساسية لفريق ليفربول في مباراتين متتاليتين، آخرها التعادل 1-1 مع سندرلاند، تساؤلات حول مستقبل اللاعب مع الفريق، خاصةً مع تصريحات خبير التحليل الرياضي جيمي ريدناب التي تشير إلى أن “شيئًا ما يجب أن يحدث” بين صلاح والمدرب الجديد آرنه سلات. هذا التطور المفاجئ يضع النجم المصري في موقف غير مسبوق، ويفتح باب التكهنات حول إمكانية رحيله عن “الريدز”.

فقد فضل سلات ترك صلاح على مقاعد البدلاء في مباراة فريقه ضد وست هام يونايتد يوم الأحد الماضي، مبررًا قراره بالرغبة في إراحة اللاعب وتدوير التشكيلة. ومع ذلك، وبالرغم من هذا التفسير، كرر المدير الفني الإجراء ذاته في مباراة سندرلاند التي أقيمت على ملعب أنفيلد، مما زاد من حدة التساؤلات حول دوافعه الحقيقية.

تأثير استبعاد محمد صلاح على مسيرته في ليفربول

يمثل هذا التحول المفاجئ نقطة تحول كبيرة في مسيرة صلاح مع ليفربول، الذي اعتاد أن يكون أساسيًا في جميع المباريات، حيث شارك كلاعب أساسي في 53 مباراة متتالية قبل استبعاده من تشكيلة الفريق في اللقاءين الأخيرين. يرى ريدناب أن هذا الوضع قد يكون بداية النهاية لصلاح في ملعب أنفيلد، مشيرًا إلى أن اللاعب قد يبحث عن فرص أخرى بعيدًا عن الفريق إذا استمر هذا التهميش.

وصرح ريدناب قائلًا: “لا يمكنني مقارنة هذا الموقف بما حدث مع آلان شيرار ورود خوليت، لكنني أشعر بضرورة حدوث شيء ما. محمد صلاح لا يمكن أن يتقبل أن يكون لاعبًا احتياطيًا في هذا الفريق.” وأضاف: “إذا لم يجد صلاح النادي المناسب الذي يمنحه الفرصة التي يستحقها، فإنه يستحق أن يرحل عن ليفربول.”

تحليل أداء صلاح وتوقعاته

على الرغم من استبعاده، شارك صلاح في الشوط الثاني من مباراة سندرلاند، ولكن لم يتمكن من إحداث التأثير المرجو. واختتم ريدناب حديثه قائلاً: “أعتقد أن هذا الوضع لن يؤول إلى نتيجة جيدة، صلاح يحتاج إلى ثقة مدربه وتقديره له، وإذا فقد هذه الثقة، فسيكون من الصعب عليه الاستمرار في الفريق.”

من جانبه، يرى دانيال ستوريدج، زميل صلاح السابق، أن الأمر لا يزال مبكرًا للحكم على الوضع، مؤكدًا أن صلاح ما زال قادرًا على العودة إلى مستواه المعهود. وأشار ستوريدج إلى أن تراجع أداء صلاح قد يكون مرتبطًا بتراجع مستوى الفريق بشكل عام، وليس بسبب أداء اللاعب نفسه. وقال ستوريدج:” صلاح اعتاد على التألق وإحراز الأهداف، لكن توهجه يرتبط أيضًا بأداء الفريق ككل.”

هل بدأ عهد جديد في ليفربول بدون صلاح؟

يثير هذا الموقف تساؤلات حول ما إذا كان آرنه سلات يخطط لعملية تغيير شاملة في تشكيلة الفريق، وإعطاء الفرصة للاعبين آخرين. وقد عبّر سلات عن رغبته في بناء فريق يعتمد على أسلوب لعب متنوع، ولا يقتصر على الاعتماد على نجم واحد مثل صلاح. وهذا التحول في التوجه الفني قد يؤدي إلى تراجع دور صلاح في الفريق، وإلى البحث عن بدائل أخرى.

وصفت تقارير صحفية قرار سلات بأنه ليس مجرد رغبة في إراحة اللاعب، بل هو إشارة واضحة إلى أن المدرب قد بدأ في التفكير في خطط بديلة، وأن صلاح قد لا يكون جزءًا أساسيًا من هذه الخطط. ويرى بعض المحللين أن سلات قد يكون يسعى إلى إيجاد طريقة لدمج اللاعبين الجدد في الفريق، وإعطائهم الفرصة لإثبات قدراتهم.

ردة فعل اللاعب والمدرب

من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل ردة فعل صلاح نفسها على هذا الموقف. فمن المؤكد أن اللاعب يشعر بالإحباط الشديد بسبب استبعاده من التشكيلة الأساسية، خاصةً وأنه اعتاد أن يكون هداف الفريق وصاحب الدور المحوري في جميع المباريات.

من المهم الإشارة إلى أن صلاح جدد عقده مع ليفربول في نهاية الموسم الماضي، مما قد يجعله أكثر حرصًا على الاستمرار في الفريق. ومع ذلك، إذا استمر هذا التهميش، فقد يضطر اللاعب إلى إعادة النظر في مستقبله، والبحث عن فرص أخرى في أندية أخرى.

في تصريحات له بعد المباراة، أكد سلات احترامه الكامل لصلاح، وأنه يثق في قدرات اللاعب، وأن استبعاده من التشكيلة الأساسية لا يعني أي تقليل من شأنه. وأضاف سلات أن قراره بالاعتماد على تشكيلة مختلفة في مباراة سندرلاند كان يهدف إلى إراحة اللاعب، وإعطاء الفرصة للاعبين الآخرين.

يبقى السؤال الأهم هو: هل ستتمكن إدارة ليفربول والمدرب سلات من إيجاد حل لهذه الأزمة، والحفاظ على صلاح في الفريق؟ أم أن هذا الوضع سيؤدي إلى رحيل النجم المصري في فترة الانتقالات القادمة؟

من المنتظر أن تشهد الأيام القليلة القادمة تطورات جديدة في هذا الملف، حيث من المتوقع أن يعقد سلات اجتماعًا مع صلاح لمناقشة هذا الموقف، ومحاولة إيجاد حل يرضي الطرفين. وسيكون من المهم متابعة مشاركة صلاح في المباريات القادمة، ومدى تأثير هذا الاستبعاد على ثقته بنفسه وادائه في الملعب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version