عاد تشابي ألونسو إلى ريال مدريد كواحد من أبرز المدربين الشباب في عالم كرة القدم، ولكن بعد ستة أشهر في منصبه، يواجه مستقبلًا غير مؤكد. والهزيمة أمام فريقه السابق مانشستر سيتي، بقيادة بيب جوارديولا، زادت من حدة الأزمة التي يمر بها النادي الملكي.
لم يكن أداء ريال مدريد في الخسارة 2-1 أمام مانشستر سيتي أداء فريق استسلم لمدربه. لقد قاتل الفريق حتى النهاية، لكن ذلك لم يكن كافيًا. وهزيمتان متتاليتان على ملعب سانتياجو برنابيو، وفوزان فقط في ثماني مباريات، يضعان ألونسو في موقف حرج.
مستقبل تشابي ألونسو في ريال مدريد مُهدد
انتشرت تقارير إخبارية تفيد بإمكانية إقالة ألونسو في حال الهزيمة على ملعب برنابيو، إلا أن رد فعل اللاعبين ووسائل الإعلام الإسبانية يشير إلى أنه لن تتم إقالته في الوقت الحالي. ومع ذلك، يبدو أن الوقت ينفد أمام أسطورة ريال مدريد لتحقيق تحول في النتائج.
أكد جود بيلينجهام أن اللاعبين يدعمون ألونسو “بنسبة 100٪”. وقال النجم الإنجليزي لـ TNT Sports: “المدرب كان رائعًا. لدي علاقة جيدة جدًا به شخصيًا، وأعلم أن العديد من اللاعبين يشعرون بنفس الطريقة.”
وأضاف: “بعد سلسلة التعادلات، أجرينا محادثات جيدة داخل الفريق وشعرنا بأننا تجاوزنا تلك الفترة قبل آخر مباراتين. لا أحد يتخلى عن العمل، ولا أحد يشتكي أو يتذمر. نتقبل الأمر بروح رياضية ونواصل القتال.”
تراجع مستوى أداء الفريق
لم يأتِ تراجع مستوى أداء الفريق فجأة. فبعد بداية موسم رائعة، حقق خلالها 15 انتصارًا في 16 مباراة، بما في ذلك الفوز على برشلونة في الكلاسيكو بنتيجة 2-1 في أكتوبر، دخل الفريق في فترة من التذبذب.
الهزيمة أمام ليفربول كانت بمثابة نقطة التحول، على الرغم من أنها كانت بنتيجة 1-0 فقط، إلا أن ريال مدريد كان باهتًا في تلك المباراة. ومنذ ذلك الحين، فاز الفريق بصعوبة على أولمبياكوس، وحقق فوزًا مريحًا على أتلتيك بيلباو، وتعادل مع إلتشي، رايو فاليكانو، وجيرونا، وخسر على أرضه أمام سيلتا فيغو ومانشستر سيتي.
على الرغم من هذه النتائج السلبية، لا يزال موسم ريال مدريد بعيدًا عن الضياع. برشلونة، المتصدر الحالي للدوري الإسباني، يتفوق بفارق أربع نقاط فقط بعد 16 مباراة، ولا يزال ريال مدريد ضمن أفضل ثمانية فرق في دوري أبطال أوروبا.
يواجه ألونسو صعوبة في تطبيق أفكاره التي حققت له النجاح مع باير ليفركوزن، حيث فاز بالدوري والكأس في موسم 2023/24 دون أي هزيمة في المسابقات المحلية. أفكاره تميل أكثر إلى أسلوب لعب بيب جوارديولا، مدربه السابق في بايرن ميونيخ، مقارنة بأسلوب كارلو أنشيلوتي، مدربه السابق في ريال مدريد، الذي أتقن فن إدارة نجوم الفريق.
ألونسو مدرب عصري، ويرغب في مشاركة جميع اللاعبين في الهجوم والدفاع. ومع ذلك، لم يكن هذا الأسلوب هو الذي جلب النجاح لريال مدريد في الماضي، وهناك بعض المشاكل التي تواجه الفريق.
رد فعل فينيسيوس جونيور الغاضب بعد استبداله في الفوز على برشلونة في أكتوبر كان علامة على هذه المشاكل، و تشير وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن هذه المشاكل لم تختفِ.
يعرف ألونسو ما يلزم لتحقيق النجاح في ريال مدريد كلاعب، لكن كمدرب، لا يزال من السابق لأوانه الحكم عليه. لا شك في جودته، لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان هو الخيار المناسب للفريق.

