أطلقت شركة جوجل يوم الخميس نموذجها الجديد لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي “نانو بانانا برو” (Nano Banana Pro)، في خطوة تعكس الانتشار المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق والإعلان. يبدو أن استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي في الإعلانات التجارية، وحتى في المطاعم المحلية، أصبح أمرًا لا مفر منه في عام 2025، حيث تسعى الشركات إلى الاستفادة من هذه الأدوات في مختلف جوانب أعمالها. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل الابتكار البصري وجودة المحتوى الرقمي. يبدو أن تركيز جوجل الرئيسي في هذا الإصدار هو تسهيل تبني هذه التقنية من قبل الشركات.

توسيع نطاق توليد الصور بالذكاء الاصطناعي: “نانو بانانا برو”

يأتي إطلاق “نانو بانانا برو” بعد فترة وجيزة من طرح نموذج “نانو بانانا” الأصلي الذي حقق شعبية كبيرة بين المستخدمين، خاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لقدرته على إنشاء صور شخصية فريدة ومضحكة. النسخة الجديدة، التي تتوفر مجانًا داخل تطبيق Gemini من جوجل، تقدم تحسينات كبيرة تركز على الاستخدام التجاري، بما في ذلك دعم إنشاء الصور بدقة 4K. مستخدمو Google One المدفوعون سيحصلون على عدد أكبر من عمليات الإنشاء.

تحسينات في دقة النصوص

أحد أبرز التحسينات في “نانو بانانا برو” هو قدرته على توليد نصوص واضحة ودقيقة داخل الصور. لطالما كانت دقة النصوص تمثل تحديًا للعديد من نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، حيث كانت غالبًا ما تظهر بأخطاء إملائية أو تشوهات في الخط. هذه المشكلة تقلل من جودة الصور وتجعلها غير مناسبة للاستخدام في المواد التسويقية والاعلامية. حسب تصريحات مسؤولي جوجل، فإن هذا التحسين يعود جزئيًا إلى استخدام نموذج Gemini 3 Pro الأكثر قوة.

تعتبر هذه الميزة ذات أهمية خاصة للشركات التي ترغب في استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي في الإعلانات وعروضها التقديمية، حيث أن الأخطاء الإملائية أو التشوهات في الخط يمكن أن تؤثر سلبًا على مصداقية العلامة التجارية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا التحسين للشركات إنشاء صور أكثر تعقيدًا تتضمن معلومات نصية مهمة.

التكامل مع أدوات جوجل للشركات

تسعى جوجل إلى دمج “نانو بانانا برو” بشكل وثيق مع أدواتها الأخرى الموجهة للشركات، مثل Google Slides و Google Ads. هذا التكامل سيمكن المستخدمين من إنشاء صور جذابة وعالية الجودة مباشرةً داخل هذه الأدوات، مما يوفر الوقت والجهد. على سبيل المثال، يمكن لمستخدمي Google Slides الآن إضافة صور مولدة بالذكاء الاصطناعي إلى عروضهم التقديمية دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق.

وبالمثل، يمكن للمعلنين استخدام “نانو بانانا برو” لإنشاء إعلانات مرئية جذابة لـ Google Ads. هذا يمكن أن يساعدهم في تحسين معدلات النقر والتحويل. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية جوجل الأوسع نطاقًا لتعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بين الشركات.

يشهد مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تطورات سريعة، مع ظهور نماذج جديدة وقدرات متقدمة بشكل مستمر. تعتبر هذه النماذج أدوات قوية يمكن أن تساعد الشركات على تحسين كفاءتها وإنتاجيتها، بالإضافة إلى إنشاء محتوى إبداعي وجذاب. ومع ذلك، هناك أيضًا بعض المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل قضايا حقوق النشر والملكية الفكرية، وإمكانية استخدامه في نشر معلومات مضللة.

تستثمر العديد من الشركات الكبرى في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك جوجل ومايكروسوفت وميتا. تتوقع التقارير أن سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على هذه التقنيات من قبل الشركات والمستهلكين على حد سواء.

بالإضافة إلى “نانو بانانا برو”، تقدم جوجل أيضًا مجموعة متنوعة من أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل Gemini و Imagen. تتيح هذه الأدوات للمستخدمين إنشاء صور وفيديوهات ونصوص وموسيقى ومحتوى آخر باستخدام الذكاء الاصطناعي. تعتبر هذه الأدوات جزءًا من جهود جوجل لجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع.

في المقابل، يراقب خبراء الصناعة عن كثب تأثير هذه الأدوات على سوق العمل، خاصةً في المجالات التي تعتمد على الإبداع البصري. قد يؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تغيير طبيعة بعض الوظائف، وربما حتى إلى فقدان بعضها. ومع ذلك، يعتقد البعض الآخر أن الذكاء الاصطناعي سيخلق أيضًا فرص عمل جديدة.

من المتوقع أن تستمر جوجل في تطوير وتحسين نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، مع التركيز على زيادة دقة وجودة الصور والنصوص التي يتم إنشاؤها. كما من المحتمل أن تستكشف جوجل طرقًا جديدة لدمج هذه التقنيات مع أدواتها وخدماتها الأخرى. يجب مراقبة التطورات التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أن القوانين واللوائح الجديدة قد تؤثر على كيفية استخدام هذه التقنيات في المستقبل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version