تزايدت الضغوط على وزارة العدل الأمريكية للكشف عن ملفات جيفري إبستين، وذلك بعد تسريب مجموعة جديدة من الوثائق المثيرة للجدل. تتضمن هذه الوثائق صورًا لشخصيات بارزة، بما في ذلك عمود الصحفي ديفيد بروكس في صحيفة نيويورك تايمز، بالإضافة إلى مواد أخرى تثير تساؤلات حول شبكة علاقات إبستين وشخصيات نافذة. وتأتي هذه التسريبات في ظل اقتراب الموعد النهائي لتطبيق قانون “شفافية ملفات إبستين” الذي يلزم وزارة العدل بالإفصاح عن جميع السجلات غير المصنفة المتعلقة بالقضية.
الوثائق المسربة، التي تم الحصول عليها من خلال تحقيق لجنة في مجلس النواب الأمريكي، أثارت جدلاً واسعًا، خاصةً بعد ظهور صور لأشخاص مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، وبيل جيتس، ونوم تشومسكي. وتشير التسريبات إلى أن هذه الشخصيات قد تكون على دراية أكبر مما هو معلن به حول أنشطة إبستين. الجدل حول هذه الملفات يكتسب زخمًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
ملفات إبستين: تسريبات جديدة تثير تساؤلات حول شبكة العلاقات
تأتي هذه التسريبات في سياق تحقيق مستمر منذ عدة أشهر في أنشطة جيفري إبستين وعلاقاته. وقد أصدرت اللجنة البرلمانية بالفعل بعض المواد، مما أدى إلى ظهور أسئلة جديدة حول علاقة إبستين بالرئيس ترامب. وتشير الوثائق إلى أن إبستين ادعى امتلاكه معرفة وثيقة بآراء ترامب في رسائل متبادلة مع مستشار لبيل جيتس.
تفاصيل التسريبات الأخيرة
تضمنت الوثائق المسربة صورًا مقربة لأجزاء من الجسم الأنثوي، مع اقتباسات من كتاب “لوليتة” لفلاديمير نابوكوف مكتوبة عليها. كما تضمنت صورة لزجاجة حبوب عليها ملصق بدواء يستخدم عادة لعلاج أعراض التهابات المسالك البولية، وصور أخرى لمستندات سفر من دول مختلفة، بما في ذلك أوكرانيا وليتوانيا، مع بعض التعديلات لإخفاء بعض المعلومات.
أكد متحدث باسم صحيفة نيويورك تايمز أن ديفيد بروكس يحضر بانتظام فعاليات للتحدث مع قادة الأعمال البارزين من أجل إثراء مقالاته، وأن بروكس لم يكن على أي اتصال بإبستين قبل أو بعد حضوره العشاء عام 2011 الذي التقطت فيه الصورة.
قانون شفافية ملفات إبستين
في الشهر الماضي، تم توقيع قانون “ملفات إبستين لشفافية” ليصبح قانونًا ساري المفعول. وينص هذا القانون على أن وزارة العدل يجب أن تنشر “جميع السجلات والوثائق والاتصالات والمواد التحقيقية غير المصنفة” التي بحوزتها بحلول 19 ديسمبر.
وقد طلبت اللجنة البرلمانية وثائق من تركة إبستين، مع توجيهات لتقديم مجموعتين منفصلتين من الوثائق: واحدة للديمقراطيين في اللجنة، والأخرى للجمهوريين. وقد قامت كل من الديمقراطيين واللجنة ككل بنشر بعض المواد التي تلقتها من التركة.
تداعيات سياسية
لقد طغت التحقيقات المتعلقة بإبستين على السنة الأولى من الولاية الثانية للرئيس ترامب، حيث جعل العديد من أعضاء إدارته نشر هذه الوثائق نقطة محورية في حملتهم الانتخابية للرئاسة عام 2024.
ومع ذلك، تغيرت الديناميكيات السياسية على مدار العام الماضي، حيث أصبح من الواضح أن ترامب، الذي كان صديقًا لإبستين في السابق، يظهر بشكل متكرر في السجلات التحقيقية.
صرح روبرت غارسيا، العضو الديمقراطي البارز في اللجنة، في بيان صحفي: “مع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق قانون شفافية ملفات إبستين، تثير هذه الصور الجديدة المزيد من الأسئلة حول ما تمتلكه وزارة العدل بالضبط”. وأضاف: “يجب أن ننهي هذا التستر من البيت الأبيض، ويجب على وزارة العدل نشر ملفات إبستين الآن.”
تتزايد المطالبات بالإفصاح الكامل عن جميع الوثائق المتعلقة بقضية إبستين، مع التركيز على ضرورة كشف شبكة علاقاته وتأثيرها المحتمل على شخصيات بارزة.
جيفري إبستين كان رجل أعمال أمريكي أدين بتهم تتعلق بالاعتداء الجنسي على قاصرات. وقد انتحر في السجن في عام 2019 بينما كان ينتظر محاكمته بتهم مماثلة.
التحقيق في شبكة إبستين يهدف إلى تحديد جميع الأفراد الذين ربما شاركوا في أنشطته الإجرامية أو استفادوا منها.
الشفافية هي مطلب أساسي من قبل العديد من الأطراف لضمان محاسبة جميع المتورطين في القضية.
من المتوقع أن تقوم وزارة العدل الأمريكية بنشر المزيد من الوثائق المتعلقة بقضية إبستين بحلول الموعد النهائي المحدد في 19 ديسمبر. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كانت جميع الوثائق ستكون متاحة للجمهور، وما إذا كانت ستكشف عن معلومات جديدة ومثيرة حول هذه القضية المعقدة. سيكون من المهم مراقبة التطورات القادمة لمعرفة مدى استجابة وزارة العدل للمطالبات المتزايدة بالشفافية.

