أطلق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مشروعًا ناشئًا جديدًا يركز على تطوير واجهات بين الدماغ والحاسوب (Brain-Computer Interface – BCI). يُعرف المشروع باسم “Merge Labs” ويهدف إلى قراءة نشاط الدماغ باستخدام الموجات فوق الصوتية. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد اهتمامًا متزايدًا بتقنيات BCI، والتي تعد بتطبيقات ثورية في مجالات مثل الطب والروبوتات.

واجهات الدماغ والحاسوب: مشروع Merge Labs الجديد

يُعد إطلاق Merge Labs خطوة مهمة في مجال واجهات الدماغ والحاسوب، حيث تسعى الشركة إلى تطوير تقنية غير جراحية لقراءة إشارات الدماغ. وفقًا لمصادر مطلعة، فإن Merge Labs قد نشأت من منظمة Forest Neurotech غير الربحية، والتي تتخذ من لوس أنجلوس مقرًا لها. تأسست Forest Neurotech للتركيز على البحث والتطوير في مجال BCI القائم على الموجات فوق الصوتية.

ينضم إلى سام ألتمان في تأسيس Merge Labs كل من سومنر نورمان، الرئيس التنفيذي لشركة Forest Neurotech، وتيسون أفلالو، كبير المسؤولين العلميين في Forest Neurotech. كما تشارك أليكس بلانيا، الرئيس التنفيذي لشركة World (وهي شركة هوية رقمية مدعومة من ألتمان)، في التأسيس. تشير التقارير إلى أن الشركة كانت تجمع تمويلًا بقيمة 850 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام.

الموجات فوق الصوتية كتقنية أساسية

يعتمد مشروع Merge Labs على استخدام الموجات فوق الصوتية كطريقة غير جراحية لتسجيل نشاط الدماغ. تعتبر هذه التقنية واعدة لأنها أقل تدخلاً من الطرق التقليدية التي تتطلب زرع أقطاب كهربائية في الدماغ. تتيح الموجات فوق الصوتية إمكانية مراقبة وظائف الدماغ في الوقت الفعلي، مما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في مجالات مثل علاج الشلل والاضطرابات العصبية.

يستمد اسم “Merge Labs” من مفهوم “الاندماج” (the merge) في وادي السيليكون، والذي يشير إلى نقطة التقاء البشر والآلات. كتب ألتمان عن هذه الفكرة في عام 2017، متوقعًا أن هذا الاندماج قد يحدث بحلول عام 2025، أو ربما يكون قد بدأ بالفعل. يعكس هذا التوجه رؤية ألتمان حول مستقبل التكنولوجيا ودورها في تعزيز القدرات البشرية.

تعتبر Forest Neurotech منظمة بحثية تركز على تطوير واجهات الدماغ والحاسوب القائمة على الموجات فوق الصوتية. أطلقت المنظمة في عام 2023 بدعم من حاضنة Convergent Research، والتي تمولها عائلة إريك شميدت (الرئيس التنفيذي السابق لشركة Google) والملياردير كين غريفين. لم تصدر Forest Neurotech و Convergent Research أي تعليق رسمي حول العلاقة بينهما وبين Merge Labs.

يشارك الدكتور ميخائيل شابيرو، الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech)، كمستشار لشركة Merge Labs، وفقًا لتقارير سابقة. عمل الدكتور نورمان بشكل وثيق مع الدكتور شابيرو خلال فترة ما بعد الدكتوراه، بينما شغل الدكتور أفلالو منصب المدير التنفيذي لمركز T&C Chen لواجهات الدماغ والحاسوب في Caltech.

تأتي Merge Labs لتنضم إلى شركات أخرى رائدة في مجال واجهات الدماغ والحاسوب، مثل Neuralink المملوكة لإيلون ماسك. يشهد هذا المجال نموًا سريعًا بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي وأجهزة تسجيل إشارات الدماغ. تتطلب هذه التكنولوجيا استثمارات كبيرة وخبرات متخصصة، مما يجعلها حقلًا تنافسيًا للغاية.

تجدر الإشارة إلى أن ألتمان يشارك في تأسيس Merge Labs ولكنه لا يستثمر فيها بشكل مباشر. في المقابل، سبق له الاستثمار في شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك. تشير هذه الخطوة إلى اهتمام ألتمان الواسع بمجال واجهات الدماغ والحاسوب ورغبته في دعم الابتكار في هذا المجال.

تطبيقات واجهات الدماغ والحاسوب المحتملة

تتجاوز تطبيقات واجهات الدماغ والحاسوب مجرد علاج الأمراض. تشمل الإمكانيات المستقبلية تحسين الذاكرة والتركيز، والتحكم في الأجهزة الخارجية عن طريق التفكير، وحتى التواصل المباشر بين الأدمغة. ومع ذلك، لا تزال هذه التطبيقات في مراحلها الأولية وتتطلب المزيد من البحث والتطوير.

تثير تقنية واجهات الدماغ والحاسوب أيضًا مخاوف أخلاقية وقانونية تتعلق بالخصوصية والأمن والمسؤولية. من الضروري وضع إطار تنظيمي واضح لحماية حقوق الأفراد وضمان استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول. تعتبر المناقشات العامة حول هذه القضايا ضرورية لضمان أن يتم تطوير هذه التكنولوجيا ونشرها بطريقة تخدم الصالح العام.

من المتوقع أن تستمر Merge Labs في العمل في وضع السرية خلال الأشهر المقبلة، مع التركيز على تطوير تقنيتها الأساسية. قد نشهد إعلانات إضافية حول خطط الشركة ومنتجاتها في وقت لاحق من هذا العام أو في بداية العام المقبل. سيكون من المهم متابعة التقدم الذي تحرزه الشركة وتقييم تأثيرها المحتمل على مستقبل واجهات الدماغ والحاسوب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version