أفرجت السلطات الأسترالية عن سبعة رجال كانوا محتجزين بتهم تتعلق بتخطيط محتمل لأعمال عنف، وذلك في أعقاب توترات أمنية متزايدة بعد حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي. ولم يتم توجيه أي تهم رسمية للرجال المفرج عنهم حتى الآن، لكن التحقيقات لا تزال جارية. يأتي هذا الإفراج بعد أيام قليلة من حادث إطلاق النار المروع الذي استهدف احتفالًا للـ Hanukkah في شاطئ بوندي، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإثارة مخاوف بشأن الإرهاب في أستراليا.

تطورات قضية الاحتجاز وعملية شاطئ بوندي

أكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز (NSW) أنها أوقفت الرجال يوم الخميس، خلال عملية نفذتها قوات العمل التكتيكي في سيدني، بناءً على معلومات استخبارية تفيد بوجود “خطط محتملة لعمل عنيف”. ووفقًا لوسائل إعلام أسترالية، جرى اعتراض سيارتين وتفتيشهما، مما أدى إلى احتجاز الرجال السبعة.

صرح نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، ديف هدسون، بأن الرجال الملتقطين ربما تأثروا بنفس الأيديولوجية التي يُزعم أنها ألهمت مطلق النار في شاطئ بوندي. وأضاف، وفقًا لصحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد”، أن إجراءات الشرطة كانت “الأكثر ملاءمة في ظل هذه الظروف”، مع التأكيد على أهمية التدخل لتقليل المخاطر المحتملة.

خلاف حول دوافع السفر

انتشرت تقارير إعلامية تفيد بأن الرجال كانوا في طريقهم من ملبورن إلى شاطئ بوندي. ولكن، صرح أحد الرجال المفرج عنهم، في حديث لشبكة ABC الأسترالية، بأنه ينفي هذه الادعاءات. وأوضح: “لا، لماذا نذهب إلى هناك؟ سيكون الأمر معقدًا للغاية… كما أنه كان بعيدًا جدًا عن المكان الذي كنا فيه على أي حال”.

التحقيقات المستمرة والصلات المحتملة

أشار مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لينيون، إلى أن الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 24 عامًا وهم من ولاية فيكتوريا، سيظلون تحت المراقبة أثناء وجودهم في نيو ساوث ويلز. وأكد أن الشرطة تتعاون مع نظيراتها في فيكتوريا لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود.

كشفت مصادر استخبارية لشبكة ABC أن أحد الرجال كان قيد التحقيق من قبل منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO). ويعزز هذا الأمر التساؤلات حول مدى تورطه في الأنشطة المتطرفة أو معرفته المسبقة بخطط العنف المحتملة. ويتطلب ذلك مزيدًا من التدقيق والتحليل لتحديد نطاق أي صلة محتملة.

من جهتها، صرحت رئيسة وزراء ولاية فيكتوريا، جاسينتا ألان، بأنه من السابق لأوانه التكهن بأسباب سفر المجموعة إلى المنطقة، مشيرة إلى أن الشرطة قامت بإجراءات سريعة وحاسمة استجابةً للأحداث الأخيرة. وأعربت عن تقديرها لجهود الشرطة وسرعة استجابتها وفقًا لما نشرته صحيفة “الغارديان”.

تفسيرات متباينة وردود فعل

أفادت وسائل الإعلام الأسترالية بأن أحد الرجال قدم تفسيرًا للحادث على أنه “سوء فهم”، مؤكدًا أن المجموعة أبلغت الشرطة بأنها “في إجازة”. كما نفى وجود أي معتقدات متطرفة لديهم.

تأتي هذه التطورات في سياق حالة تأهب أمني مشددة في أستراليا، بعد حادث إطلاق النار في شاطئ بوندي والذي أثار صدمة وغضبًا واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد. ويشمل ذلك استخدام مصطلحات مثل التهديد الأمني و الأمن القومي في تغطية الأحداث.

في سياق متصل، كشفت تقارير سابقة أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حذر أستراليا من شبكات إرهابية إيرانية. وقد يكون هذا التحذير له صلة بالتحقيقات الجارية في حادث شاطئ بوندي، على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي من السلطات الأسترالية. وتشير هذه التقارير إلى تعقيد المشهد الأمني وزيادة التحديات التي تواجهها أجهزة الاستخبارات.

بدوره، يركز التحقيق على طبيعة العلاقة بين الرجال المفرج عنهم، وأي منظمات أو أفراد متطرفين. كما يُفترض أن يتم فحص اتصالاتهم وسجلات سفرهم بدقة لفهم دوافعهم وأهدافهم بشكل كامل. وتشمل الجوانب الأخرى من التحقيق دراسة أي مواد أو معلومات قد تكون بحوزتهم، مثل المنشورات أو التسجيلات الصوتية أو المرئية التي تشير إلى أيديولوجيات متطرفة أو خطط للهجمات. يضاف إلى ذلك، بحث وجود أي تمويل أو دعم خارجي قد يكون تلقوه، من خلال تتبع المعاملات المالية وعلاقاتهم الدولية.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذا الملف خلال الأيام والأسابيع القادمة. وستركز السلطات على تحليل جميع الأدلة المتاحة وتقييم مستوى الخطر الذي قد يمثله هؤلاء الرجال. وينبغي مراقبة أي تطورات جديدة في التحقيق، بالإضافة إلى ردود فعل المجتمع المدني وتغطية وسائل الإعلام، لفهم الأبعاد الكاملة لهذه القضية. كما يجب متابعة أي تصريحات أو معلومات إضافية تصدر عن السلطات الأسترالية، خاصة فيما يتعلق بالصلات المحتملة مع شبكات إرهابية دولية أو أيديولوجيات متطرفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version